قالت الصحفية الكردية نورجان بايسل، إن الإنفاق العسكري على الحروب في ليبيا وسوريا، والمتمثل في تمويل الرئيس رجب طيب أردوغان لجماعة الإخوان الخاسرة في ليبيا والاحتلال الفاشل لسوريا والانتهاكات الجوية اليومية للمجال الجوي اليوناني والاحتلال المستمر لشمال قبرص، وراء نفاذ خزانة الدولة في تركيا.
وذكرت بايسل، في تقرير نشرته صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، إنه على الرغم من فشل أردوغان وإخفاقاته في جميع مغامراته العسكرية الأخيرة، إلا إنه مستمر في المضي قدما في تلك المحاولات واستنزاف موارد الدولة رغم تدهور اقتصادها في ظل تفشي فيروس كورونا في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن نورجان بايسل، وهي صحفية بموقع "أحوال" التركي، قولها "لا توجد أموال في الخزانة، والجميع يعلم لماذا، ولكن ليس من المفترض أن نتحدث عنه بصراحة عن مسألة الإنفاق العسكري في تركيا، ومن الصعب أيضًا الوصول إلى معلومات حول نفقات الحروب التي تقوك بها تركيا ".
وتقرير أصدره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) مؤخرًا حول الإنفاق العسكري العالمي، ظهر أنه بين عامي 2009 و2019، زاد الإنفاق العسكري التركي بنسبة 27 ٪، والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن الإنفاق العسكري التركي ارتفع بنسبة 6٪ في عام 2019 فقط، حيث بلغ 20.8 مليار دولار.
واستهجنت بايسل الخطاب الذي ألقاه ديفليت بهجيلي، زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف في تركيا في 29 نوفمبر 2019 بخصوص الانفاق العسكري التركي، حيث قال "هناك تكلفة من الحرب ضد الإرهاب، ونحن نتحمل هذه التكلفة من أجل بقاء دول دولتنا، أولئك الذين يتكهنون بالاقتصاد ليس لديهم أي فكرة عن تكلفة تلك الحروب".
واستطرد قائلًا: "في إحدى العمليات العسكرية، نستخدم 100 قذيفة، وهو ما يعني 50 مليون دولار فقط لتكلفة القذائف، وتكلفة القنبلة العادية التي تستخدمها طائرة حربية 2500 دولار، وساعة واحدة فقط من استخدام البنزين لطائرة F-16 قد تكلف الدولة 14000 دولار ".
ولفت التقرير إلى أن تركيا انتهكت المجال الجوي اليوناني 4811 مرة في عام 2019 فقط، كما ذكر تقرير عسكري سابق أن " تدفقات كبيرة من العملات الأجنبية التي كانت في الخزانة العامة تم إنفاقها في الفترة السابقة على حروب أردوغان الإمبريالية الباهظة التكلفة"، متوقعا أن تواجه تركيا إفلاسا وشيكا.
واختتم تقرير الصحيفة "إنه مع اقتراب البلاد من الخراب الاقتصادي، تحتاج تركيا إلى معجزة لإعادتها من حافة الهاوية، هل يمكن أن تبدأ تركيا في التراجع عن جهودها الحربية الدولية في ليبيا وسوريا والعراق واحتلالها لقبرص وأحلامها في احتلال الجزر اليونانية وحروبها ضد الأقلية الكردية؟ بغض النظر عما يحدث في تركيا، ومهما كانت التغييرات، فستبقى بعض الأشياء كما هي".