آراء

وداعا" اخي وصديقي.. المهندس / عبد الله الدهبلي

عبدالفتاح اسماعيل

|
12:59 2020/05/31
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

وداع وأي وداع

مفجع ومولم

 

صديقي ورفيقي اليومي .

اليوم شعرت بالغصة والألم

 

عندما سمعت خبر موتك بعد معاناتك المرضية في أواخر أيام رمضان وقد كنت حدثتني بانك تعافيت وشعرت بتحسن.. وخرجنا معًا .. حدثتني حينها عن حزنك لمرض ابنك ووعكته الصحية بعد مرضك وبأنه أصبح بحال افضل .

 

لقد فارقتك وانا مطئمن على صحتك بأنك أصبحت بحال أفضل .

وعند محاولتي الاتصال بك من أجل سلام العيد والاطمئنان عليك لم أستطع الوصول اليك بسبب أغلاق تلفونك .

تواصلت مع أحد أبنائك وحدثني بانك متعب وحالتك الصحية ليست في احسن حال !! واستغربت من هذه الانتكاسه وحسيت بأنها شديدة المعاناه طالما وقد تغيبت عن الجميع وأغلقت تلفونك حتى أني لم استطيع سماع صوتك

 

ولكن الامر الاشد هو اليوم وتحديدًا " الساعات القليلة الماضية .

عندما سمعت فيها نباء وفاتك من ابنك عندما حاولت الاطمئنان عليك وعلمت بانهم قد حاولوا يسعفوك لعدة مستشفيات وانت في حالة صحية حرجة وطارئة الا أنهم لم يقبولك في اي مستشفى من مكان لاخر ..حتى أوصلولك الى مستشفى ٤٨ ..الا انك قد فارقت الحياة .وحسبنت على كل من كان سببا" في ذلك الاجراء !!

 

تألمت كثيرا" عندما حاولت ان نعمل الاجراءات القانونية للوفاة وقبول الدفن في المقبرة

 

إبتداء من عاقل الحارة الغير موجود وتوكيله لاحدهم غير قادر على تحمل المسؤلية

 

وبعدها الذهاب الى قسم الشرطة لمحاولة الحصول على أوراق رسمية للدفن .

 

وبعد عدة جولات تحصلنا على الاوراق المطلوبه ..لكنها مع الاسف لم تنفع لاكرامك ودفنك في نفس اليوم .

بسبب قرار وزارة الاوقاف باغلاق المقابر بالسلاسل والاقفال ووجود عناصر تمنع السماح بحفر القبور والدفن متعذرين بامتلائها !!.

 

(مقبرة الاحمر ومقبرة خزيمه ومقبرة النجيمات ) وغيرها

 

وأخيرا وبعد جهد جهيد ومعرفه من بعيد وجدنا قبرا ولكن قد شارفت الشمس على المغيب

 

تحركنا في جولة اخرى لقبول الموافقه من مسجد للصلاة عليه بحجة التعميم من وزارة الاوقاف بعدم قبول اي جنازة والصلاة عليها الابعد الموافقه الرسمية لذلك ..وتم ايجاد المسجد المناسب

 

هي رحلة معاناه في حياتك وانت بعافيتك .. وفي مرضك .. وفي موتك .

 

في بلد يسوده الحرب والدمار

الانساني والصحي والاخلاقي

 

رحمك الله ياصديقي ورفيقي

سافتقدك كثيرا" .. وكثيرا" من محبيك من تعودوا على طلتك اليوميه من وقت لا اخر .

 

وداعا ...

 

رفيقك وصديقك

عبد الفتاح اسماعيل

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية