آراء

ما الذي تريده تركيا من اليمن؟؟

أبوبهاء الصليحي

|
02:34 2020/07/06
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 سؤالٌ يكبر يوما بعد يوم، وشكوك تتسع حول شُغل اخواني صامت يرتب نفسه بمال تركي، ويمهد الطريق لتدخل لا تُحمد عواقبه، في بلدٍ مُنهَك لا يحتمل المزيد من خلط الاوراق وإطالة الحرب.

 

مايتسرب حتى الآن يؤكد ان تركيا ماضية في ترتيب أوراقها على نار هادئة عبر ادواتها، تمهيداً لدخولها على خط الأزمة اليمنية، مستغلة حالة الانقسام التي شغلت بعض الاطراف وحرفت البوصلة بعيداً عن المعركة الجامعة.

آخر التسريبات كشفها مقطع فيديو يفضح لعبة تركية اخوانية لاختراق الملف اليمني، ويقدم اعترافات لمرتزقة سوريين جندتهم أنقرة لنصرة حكومة الإخوان الليبية بأن أردوغان جند آخرين غيرهم وأرسلهم إلى اليمن.

وفي التسجيل الذي نشره حساب .على تويتر باسم "شؤون تركية" يظهر سوريان يتحدثان بتقنية البث المباشر، عن تحويل أموال من ليبيا إلى سوريا، وتجنيد تركيا مجموعة سورية وإرسال100 عنصر إلى اليمن كدفعة اولى.

 

اعترافٌ مقلق، تعززه معلومات سابقة لمستشار في الحكومة اليمنية كشف عن تواجد فريق تركي في محافظة شبوة، بإشراف جنرال مقرب من اردوغان.. وقال مستشار وزير الإعلام فهد الشرفي، في تغريدة عبر تويتر ان الفريق المتواجد في شبوة يتبع شركة سادات ”Sadat“ التركية الخاصة، وهي شركة استشارات وتدريب عسكرية يشرف عليها عدنان تانري فردي، المستشار الأمني لأردوغان.. مضيفا ان مهمتها الإشراف على تدريب قوات إخوانية لإدارة المعركة .

يعزز ذلك ايضا معلومات سابقة للجيش الليبي عن وجود مرتزقة من اليمن وسوريا ترسلهم تركيا الى ليبيا.

 

حسب مراقبين، تحاول تركيا ان تسابق الزمن قبل ان يتوافق اليمنيون، لإيجاد موطئ قدم موازية للقدم الايرانية، بعدما وجدت في ايران ضالتها المنشودة لتصفية عداوات اقليمية تجمع الطرفين، تمهيداً لجعل الخليج والسعودية بين كماشتين، أممية إخوانية تطمح لحلم الخلافة، وإيرانية تطمح لاستنساخ حزب الله بالمنطقة.

 

تدخلٌ يمكِّن تركيا من حجز مكان لها في بحر العرب، مقابل تواجد ايران في البحر الاحمر.. ووراء الأكمة مايشبه التفاهم على اقتسام اليمن بين الإمبراطوريتين القديمتين، شماله لايران وجنوبه لتركيا.. ماينذر بإدخال اليمن في استقطابات اقليمية جديدة، ومن ورائها مصالح دولية ستتدخل لتقليم أظافر المنافسَين الجديدين.

 

نظرة متأملة لميدان الصراعات اليمنية الاخيرة ربما تكفي لفهم ما يجري من استماتة اصلاحية لابتلاع تعز، وتحديداً التربة كبوابة للجنوب، وماسبقها من إزاحة لمقاومة تعز الى خارج المدينة، علاوة على اختلاق معارك مستميتة في الجنوب..

 

 يحدث كل هذا فيما الحوثة متواجدون داخل تعز دون زحزحة، وباتوا على بُعد خطوات من مدينة مارب- آخر قلعة شمالية بيد الاخوان- تمهيدا لتقاسم جهوي، ايراني تركي، لا يبدو انه سيمر بسهولة!

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية