آراء

أفاطم.... وداعا

جميل مفرح

|
11:21 2021/10/28
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook
 
كوابل وبيل من الحزن والأسى تلقينا بأسف شديد نبأ رحيل الزميلة والصديقة العزيزة الشاعرة والأديبة المناضلة الأستاذة فاطمة علي العشبي التي لاقت بارئها بعد عمر حافل بالإبداع والعطاء الثقافي والأدبي وبعد رحلة فيها من الإبداع ما فيها من العناء رفقة المرض المزمن الذي نال من روحها وجسدها وقلبها، فأبى إلا أن يسرقها من بيننا كما سرق ويسرق المتميزين والمتميزات أمثالها من الشخصيات الثقافية والسياسية والاجتماعية..
 
رحلت فاطمة، كما لم ترد، خارج الوطن (في بريطانيا) وهي تتلقى العلاج من السرطان الذي ظل ملازما لها لأكثر من عشرين عاما، إلا أنه لم يثنها عن أن تكون فاطمة الشاعرة الثائرة الإنسانة المناضلة.. التي عرفناها وعرفتها ساحات الثقافة والإبداع والسياسة والاجتماع واحدة من أبرز العلامات النسوية المضيئة..
 
رحلت فاطمة باسقة كنخلة جنية العطاء وكما يرحل المثقفون والأدباء والمناضلون الكبار الذين لم تحن صروف وعاديات الزمن هاماتهم التي تطاول العلو علوا.. رحلت وهي تمثل نموذجا مشرقا للمرأة اليمنية الشجاعة التي لم توجد، بعد، العراقيل والعقبات التي تتمكن من صدها وصد مثلها من بنات جنسها ذوات الصوت الجهور والحر عندما يتعلق الأمر بحقوقهن في الإبداع والحياة..
 
فاطمة رحمها الله كانت زميلتنا في قيادة فرع الأدباء والكتاب بصنعاء، إذ كانت تشغل السكرتيرة الإدارية للفرع، وكان لها الكثير من الأعمال الشعرية التي أنجزتها بالفصحى والعامية إلا أنها لم تصدر، نظرا لكثرة مشاغلها خصوصا في العشرين السنة الأخيرة بالمرض، إلا القليل لكنه كفيل بالإجابة عن كل سؤال ثقافي وإبداعي عن هذه القامة الثقافية والإبداعية، التي فقدناها وفقدها الوطن كما فقد ويفقد أهم وأجمل ما ومن في نخبه المبدعة والمتميزة..
 
صادق العزاء نقدمه بداية لنا ثم لأهلها ولابنتها الوحيدة وللوطن وللساحتين الوطنية والثقافية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه رجعون.
 
* سطور من حياتها:
 
ولدت الكاتبة و الشاعرة اليمنية فاطمة علي العشبي عام 1959 في قرية بيت العشبي بمحافظة المحويت.. نشأت نشأة ريفية وفي رعاية والدها شيخ القبيلة.. وقد حرمت من التعليم خضوعا للتقاليد فعلَّمت نفسها القراءة والكتابة خفية، وحين علم والدها بذلك فرح فرحا عظيما وقرر تعليمها بطريقته الخاصة فأحضر لها أستاذا يعلمها بالمنزل القرآن والتجويد والفقه والسيرة والتفسير والنحو والشعر والأدب. وبعد أن تزوجت واصلت تعليمها الرسمي ولكن بصورة متقطعة، حتى التحقت بالجامعة.. 
أحبت الشعر منذ نعومة أظفارها وكانت تكتبه وهي صغيرة، ومنعت منه، فتركت كتابته ثم عادت إليه، وقد كتبت ما يقرب من ألف قصيدة وطنية واجتماعية. تعمل باحثة بمركز الدراسات والبحوث اليمني.
 
أعمال الشاعرة:
وهج الفجر، 1991م.
إنها فاطمة.
الوطــن فــي حقيبــة الدبلـومــاسيــة.
واشــوقــــاه إلـــى البـــدايـــــة.
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية