آراء

تراثنا الديني والشعبي جزء من المشكلة

فكرية شحرة

|
09:30 2021/10/31
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

عبارة "التاريخ يكتبه الأقوياء" لم تعد واقعية كثيرا، فالتاريخ يكتبه كل طرف بحسب هواه، ويكتبه حتى الأغبياء أيضا..!!؛ تكتبه الطائفية، والأهواء السياسية، والأحداث التي لم تحدث بعد بهدف التهيئة لها بجذور في التاريخ.

وبعد أن حلت الكارثة الإمامية باليمن، مؤيدة بهذا الموروث التاريخي والحق الإلهي المُثبتْ بالنصوص المغلوطة، تنبه الكثيرون أن الأمر ليس هلوسة جماعة تريد أن تسود فقط؛ بل أنه حق إن لم تؤمن به فأنت منافق وكافر بهذا الدين القويم..!!

لذا انتفضت عقول كثيرة تنبش في هذا الموروث الذي سيّد هذه السلالة على رقاب الخلق، وصار حق البحث واجباً على كل من يرى الإسلام دين حرية أولا وأخيرا.

حتى أننا أصبحنا مدينين بالشكر لجماعة الحوثي. فبفضل وجودهم المثخن في حياتنا هدم معول العقل تلك الجُدر التي وقفت طويلا في وجه البحث في هذا المضمار، وصار العقل اليمني الراكد ينساق بقوة لجهود مراجعة التراث الملغوم من قبل عنصرية هذه الجماعة، ورديفاتها، على مر التاريخ الإسلامي.


استيقظ اليمنيون مؤخرا من غفلتهم، ينقبون في موروثهم الخاص؛ من قصص تاريخية وعبارات وأمثال وأغاني شعبية وأناشيد أعراس ومناسبات وأضرحة وشواهد، في كل نواحي حياتهم، التي لغّمها ذلك الفكر العنصري الطائفي الذي يصطفي هذه السلالة، ويجعل ما دونها مجرد عبيد ومحكومين فقط، عليهم أن يتوسلوا بهم الله والجنة، وإلا فعقيدة اليمني فاسدة وهو منافق، حسب زعمهم..!!
منذ القدم، مضى الأماميون، ومن بعدهم الحوثيون، بشكل متدرج لفرض هيمنتهم الدينية، ومازالوا حتى اليوم يمارسون هذا التدرج بصبر لفرض فكر يضمن لهم هذه الهيمنة القدسية بحق إلهي لا يجوز معارضته شرعا..!! وهذا التدرج هو ما نحتاجه لدحض أكاذيبهم وخرافاتهم.

للأسف؛ تراثنا الديني والشعبي جزء من المشكلة، إن لم يكن أساس المشكلة، ويحتاج لأنفاس طويلة لا تتهاون في رصد الخرافات ودحضها، حتى لا يأتي يوم لا يتعرف فيه البسطاء على الصائب في معتقداتهم من الخاطئ، وتصادر حرياتهم باسم الكهنوت الديني الذي تبشر به هذه الجماعة الفاشية .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية