محلي

الثاني من ديسمبر يوم الولاء للوطن

اليمن اليوم - خاص:

|
11:32 2023/12/03
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بعد تشكيل حكومة الإنقاذ بصنعاء في العام 2015م وضع الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح عدة اختبارات لجس سلوك الحوثيين، وإمكانية انخراطهم في شكل الدولة، وكانت نتيجة كل تجربة أو اختبار لا تختلف عن غيرها، وتستمر الأحوال والتجارب منذ ذلك الحين في إثبات أن هذه الجماعة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنخرط في شكل من أشكال الدولة أو السلطة الطبيعية القائمة على نظام ودستور ومدنية متطورة وحديثة.

لقد أثبتت له التجارب وفي زمن محدود عدم إمكانية التعايش العصري والمدني مع هذه المليشيا، لأنها من جهتها ومن مبدأ تكوينها الخفي لا يمكن أن تتحول من صفتها المليشاوية، وقد صرح الزعيم بذلك أكثر من مرة في خطابات ولقاءات له، وليس ذلك ما استفز المليشيا/العصابة وحسب، وإنما يقينها بأن الشهيد الزعيم قد خبر معدنها وعرف جوهرها، واجتاز مسافات التمويه التي كانت تضعها حاجزا ساترا بين مخططها لمشروعها الانقلابي وبين الآخرين من حولها..

بعد سبر الأغوار وانكشاف ما تحت محاولات التهذب والتظاهر الديني ووراء أستار وادعاءات الوطنية، وبعد أن أصبح اللعب على المكشوف سياسيا، كان يلزم الواقع بالضرورة المزيد من الكشف لتبدو صورة العصابة واضحة الملامح للعامة قبل الخاصة، ولكن أدركت العصابة ذلك، وبدأت تضيق المساحات حول الزعيم وتحركاته وتواصلاته بالمجتمع من حوله، وهو ما أقنع الشهيد الراحل بضرورة إحداث فعل كاشف لمكر الماكرين مهما كلف ذلك.

ولأنه الزعيم والرئيس الفدائي والشجاع كما عرفه شعبه منذ أكثر من ثلاثين عاما، فلم يتردد أن يبذل روحه فداء للوطن الذي عشقه ومنحه عمرا حافلا بالعطاءات والإنجازات الكبيرة، فكان لا بد من يوم كيوم الثاني من ديسمبر، الذي أعلن فيه الزعيم صالح رحمه الله الرفض لسلوك العصابة الحوثية التي بدأت تمارس انقلابها على اليمن واليمنيين بشكل تدريجي وخفي في أسلوب خبيث لا يختلف عن أساليب اليهود غدرا وانتهازية ونقضا للعهود..

لقد بذل الزعيم الشهيد في ذلك اليوم نفسه رخيصة فداء للوطن وللشعب الذي تبادل معه الحب والولاء والتعاضد تحت سقف اليمن الكبير، ووجه خطابه في ذلك اليوم عنوة للشعب وكأنه يلقي وصيته الأخيرة بأن يحافظوا على وطنهم وعلى يمنيتهم وعلى جمهوريتهم، موضحا بأن اليمن أصبح اليوم في مواجهة مباشرة مع ملكية إمامية جديدة تتمثل في هذه الجماعة التي أبرز ما في سلوكها نقض العهود.. وكرر ذلك في اللحظات الأخيرة من حياته موجهاً نداء صادقا، لم تَشُبْه خائنة غير أصوات القصف والرصاص وهي تدوي من حوله دون أن تستطيع أن تهد تماسكه وبسالته وهو يوصي شعبه العزيز..

كان وسيظل الثاني من ديسمبر مفترقا حقيقيا لتبيان التفاصيل الأولى لمشروع الحوثيين الرجعي والمعزز بالولاء لمشاريع خارجية مستوردة، وإثبات الولاء الحقيقي للوطن من قبل قائد منح نفسه فداء لليمن الذي كان على الدوام وجهة عشقه المقدس.. وها نحن مذاك نكتشف ونقرأ التفاصيل الخؤونة كل يوم وكل ساعة ومع كل حدث ومتغير نعيشه، منذ نجحت العصابة في خداع العامة البسطاء وتنفيذ انقلابها واستيلائها على السلطة ومقدرات وسلاح الدولة في صنعاء، لتستبدل الخداع فيما بعد بالقوة القاهرة المسلحة، واستخدام القمع والترهيب والاعتقالات والقتل أيضا لتكون نظاما بديلا عن أي نظام أو عقد اجتماعي.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية