لم تكتفي العصابة الحوثية بما انتجته حربها الهمجية من نكبة نزوح سابقة.. بل تسببت خروقاتها للهدنة ونهمها للحروب في مأساة جديدة وموجة نزوح صامتة، شملت أكثر من 7 آلاف نازح بسبب تهديداتها المتواصلة منذ أن بدأت مزايداتها بنصرة فلسطين، مستغلة انشغال العالم بمأساة غزة وأحداث البحر الأحمر.
بالتزامن مع مايتجرعه ابناء غزة من عذابات نزوح وتشرد هجّرتهم من بيوتهم وارضهم مرغمين؛ هربا من وحشية صهيونية هي الابشع في التاريخ؛ يعيش اليمن ايضا مأساة نزوح منسية لملايين تركوا بيوتهم مكرهين، هرباً من بطش عصابة حوثية اقحمت اليمنيين في حرب مروعة، تحت شعار الموت لأمريكا واسرائيل واللعنة على اليهود، طمعا في هيلمان السلطة والثروة، واستعادة نفوذ سلالي قديم!
امواج بشرية لنازحين بالملايين خلال عشرة اعوام لم يشاهد العالم نزوحهم.. منهم من ساعدتهم امكانياتهم للجوء الى الخارج، فيما ملايين اخرون خرجوا بعائلاتهم واطفالهم وماتيسر من ثوب وفرش، لاجئين الى مناطق محررة كعدن ومارب وتعز والحديدة والضالع، يعيشون في خيام بدائية؛ متحملين العواصف والحر وسيول الامطار ونكبات الحرائق، ويعتاشون على فتات مساعدات انسانية لا تليق بآدميتهم!
ولم تكتفي العصابة الحوثية بما انتجته حربها الهمجية من نكبة نزوح سابقة.. بل اليوم ايضا تتكرر تغريبة النزوح اليمانية دون ان يشعر بمأساتها أحد، وهذه المرة تحت شعار نصرة غزة التي تزايد بها ليل نهار؛ قبل ان تتصالح مع ابناء بلدها أولاً، مستغلة حَميّة اليمنيين الفطرية تجاه فلسطين!
فما ان بدأ الناس يستبشرون بهدنة هشة جمدت الحرب جزئيا منذ عامين وحركت جهود السلام الاقليمية والدولية، حتى تسببت خروقاتها ونهمها للحروب في مأساة جديدة وموجة نزوح صامتة، مستغلة انشغال العالم بمأساة غزة واضطراب البحر الاحمر.. فبحسب منظمة الهجرة الدولية تزايدت حدة النزوح الداخلي خلال الأسبوع الماضي بسبب التهديدات الحوثية، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من شهرين.. حيث كشفت المنظمة في تقرير جديد أنها رصدت نزوح 1,233 أسرة تتكون من 7,398 شخصا من حالات النزوح المسجلة للعام الحالي من أول يناير وحتى 11 مايو الجاري، بينها نزوح 47 أسرة مكونة من 282شخصا في الفترة بين 5 الى11 مايو.
ووفق التقرير تعد حالات النزوح للأسبوع الفائت هي الأعلى منذ فبراير الماضي الذي شهد اسبوعه الأخير نزوح 50 أسرة (تعدادها 300 شخص)، بزيادة 47%، مقارنة بالأسبوع السابق الذي نزحت فيه 32 أسرة (تعدادها 192 شخصا).. واضاف التقرير أنه تم رصد 27 أسرة إضافية لم يشملها تقرير الأسبوع قبل الماضي (من28 أبريل إلى 4مايو)، منها 15 أسرة في الحديدة، و11 أسرة في مأرب.. مضيفا أن 60% من الحالات المسجلة الأسبوع الماضي كانت في مأرب التي استقبلت 28 أسرة قدِمت معظمها من الحديدة والضالع وتعز، حيث سجلت الحديدة وحدها نزوحا داخليا لـ16 أسرة.. فيما أوضح التقرير أن الأسباب الاقتصادية كانت السبب الرئيس لنزوح 55% من الحالات المسجلة، فيما 45% نزحوا بسبب المخاوف والتهديدات الأمنية الناجمة عن الصراع.
ـــــــــــــــــــــــــ