سلّطت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّقة الإغاثة الطارئة بالإنابة جويس مسويا الضوء على تدهور الوضع الإنساني في اليمن بشكل مضطّرد، إذ أفادت 62% من الأسر اليمنية التي شملها استطلاع أجرته الأمم المتحدة بأنهم لا يحصلون على ما يكفيهم من الطعام، وهو معدّل مرتفع تاريخياً.
وفي كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي نبّهت المسؤولة الأممية إلى أنه لأوّل مرة على الإطلاق، تواجه ثلاث مديريات- اثنتان في الحديدة وواحدة في تعز- مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، ومن المتوقّع أن تصل مديرية أخرى إلى هذا المستوى بحلول أكتوبر المقبل.
وبحلول نهاية عام 2024، من المتوقّع أن يعاني أكثر من 600 ألف طفل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من سوء التغذية الحاد، ومن المتوقّع أن يعاني حوالي 118 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد بزيادة قدرها 34% منذ عام 2023، وشدّدت مسويا على أن "الوقت هو جوهر المسألة إذا أردنا منع الكارثة".
وأكدت الأمم المتحدة التزامها إلى جانب المنظّمات غير الحكومية الدولية والوطنية، باتباع نهج متكامل يعالج الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة، بما في ذلك تفشّي الأمراض وضعف خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وأشارت جويس مسويا إلى أن "توسيع نطاق استجابتنا سيتطلّب الدعم من المجتمع الدولي والتعاون من جانب الأطراف".
وفي الوقت نفسه، وبينما تتزايد الاحتياجات، لا تزال الهجمات على السفن في البحر الأحمر تشكّل مخاطر بيئية كبيرة. وفي هذا الصدد، ذكرت المسؤولة الأممية "نراقب عن كثب محاولة إنقاذ السفينة التجارية سونيون".
وتتعامل اليمن أيضاً مع آثار الأمطار المدمّرة والفيضانات والانهيارات الأرضية، فضلاً عن انتشار وباء الكوليرا.
وتأثّر أكثر من نصف مليون شخص بالأحداث الجوية الأخيرة، كما نزح أكثر من 270 ألف شخص. وساهمت الفيضانات في انتشار وباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد، إذ تم تسجيل أكثر من 180 ألف حالة مشتبه بها في جميع أنحاء البلاد منذ بدء تفشّي المرض.