محلي

نووي إيران.. من طموحات الشاه إلى فتوى الخميني

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 6 ساعة و 56 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بعودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض عاد الملف النووي الإيراني بقوة إلى واجهة الأحداث في الشرق الأوسط، معلنا عودة التصعيد في المواجهة السياسية بين واشنطن وطهران الذي انتهى إلى عقد خمس جولات من المباحثات غير المباشرة بين الطرفين.

المباحثات المنعقدة تحت سقف تهديدات ترمب الذي منح طهران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق يحول دون امتلاكها للأسلحة النووية، أثارت مخاوف تل أبيب وأفشلت مساعيها في جر واشنطن لاستهداف إيران عسكريا وتدمير برنامجها النووي.

توجهات البيت الأبيض نحو التفاوض مع إيران أشعلت خلافا بين ترمب ونتنياهو الذي اتجهت حكومته لعرقلة وافشال المباحثات التي سرعان ما بدد الهجوم الإسرائيلي على إيران نتائجها قبل انعقاد جولتها السادسة وبعد يوم على انتهاء مهلة الـ60 يوما التي منحها ترمب لطهران، ما يشير إلى عدم جدية المباحثات وأن الخلافات بين واشنطن وتل أبيب لم تكن سوى ورقةٍ في سيناريو الاستهداف المتفق عليه مسبقا.

برنامج إيران النووي الذي وضعت طهران أولى لبنات إنشائه أواخر خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات غربية مثل أبرز المشاريع الطموحة لشاه إيران محمد رضا بهلوي الذي اعتبر تدشينه منتصف السبعينيات تدشينا لما كان يصفه بـ"الحضارة الإيرانية الكبرى" التي تعتمد على التكنولوجيا النووية وتعتبرها أحد أركانها الأساسية.

لكن طموحات الشاه وتوجهاته للحصول على الطاقة النووية سرعان ما تلاشت بعد الثورة الخمينية في العام 1979م التي أصدرت قرارا بحل وتدمير أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، بناء على فتوى من الخميني اعتبر فيها الأسلحة   أسلحة محظورة ولا يجوز انتاجها بموجب الأخلاق والفقه الإسلامي.

لم تدم فتوى الخميني طويلا وعاد المشروع النووي الإيراني ليغذي ويتغذى على النقاط الساخنة وبؤر الصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والتي سرعان ما تبنتها طهران وحولتها إلى أوراقٍ لا تختلف عن ورقة البرنامج النووي الذي نجحت في إيهام العالم بأنها تسير بخطىً متسارعة لاستكمال العمل فيه وأنها أصبحت على بُعد خطوة من إنتاج سلاحها النووي.

مراقبون اعتبروا أن المشروع النووي الإيراني ليس أكثر من وهمٍ وورقة يلوّح بها نظام طهران بهدف الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية وإنهاء العقوبات المفروضة عليه منذ سيطرته على الحكم في العام 1979م.

مشيرين إلى أن عجز طهران عن إحداث أي تقدم في المشروع منذ أسقط الرئيس ترامب العمل بالاتفاق النووي المعروف باتفاق "الخمسة زائد واحد" في عام 2018م وحتى اليوم، يؤكد زيف المشروع النووي الذي تعتمد طهران على مخاوف إسرائيل في اقناع العالم بحقيقة وجوده، وتحويله إلى وسيلة لابتزاز العالم.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية