تشهد العاصمة اليمنية صنعاء منذ أيام حملة تصعيدية وصفت بغير المسبوقة ضد مسجد السنة في حي سعوان، شرق العاصمة، وسط اتهامات بتدخلات أمنية وانتهاكات تطال حرمة المسجد ورواده، في ظل أجواء من التوتر السياسي والمذهبي المتصاعد في البلاد.
ووفق مصادر محلية، فقد تم إغلاق القسم الخاص بالنساء في المسجد بشكل كامل، إلى جانب توقيف جميع الدروس العلمية والدينية التي كانت تُقام فيه منذ سنوات، ضمن سلسلة إجراءات وصفها ناشطون بأنها تضييق على الحريات الدينية.
كما أفادت المصادر بتعرض المسجد لاعتداءات متكررة بشكل شبه يومي، من بينها فرض ندوات ومحاضرات بالقوة داخل المسجد، دون التنسيق مع القائمين عليه، وهو ما أثار استياء بين المصلين ورواد المسجد.
وتحدث شهود عيان عن أجواء من الترهيب والتحريض الطائفي داخل المسجد، مشيرين إلى محاولات مستمرة لإجبار إمام وخطيب المسجد الشيخ عبد الباسط بن زايد عمر على التوقيع على وثيقة ذات طابع طائفي، تتضمن مواقف سياسية ودينية تتنافى مع المنهج الذي يتبعه المسجد منذ تأسيسه.
كما وردت أنباء عن ضغوط تُمارس على خطيب وإمام المسجد للتحشيد والمشاركة في فعاليات سياسية حوثية يُراد لها أن تُقام في ميدان السبعين، وهو ما رفضه الشيخ حتى الآن.
وتأتي هذه التطورات في سياق ما يصفه مراقبون بمحاولات لإعادة هندسة المشهد الديني في العاصمة اليمنية على أسس مذهبية تتماشى مع أجندة المليشيا الحوثية، الأمر الذي أثار مخاوف بين أوساط دينية واجتماعية من اتساع رقعة التوتر الطائفي في البلاد.
ولم تصدر بعد أي تعليقات رسمية من الجهات المعنية في صنعاء حول هذه التطورات، في حين تتصاعد الدعوات من قبل ناشطين ومواطنين لوقف هذه الانتهاكات، واحترام قدسية دور العبادة وتنوع المذاهب في المجتمع اليمني.