تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية التنكيل بعائلة الشهيد الشيخ صالح حنتوس، بعد قتله وتفجير منزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة مطلع يوليو الجاري، وتشريد أسرته، وسط سخط مجتمعي واسع واستنكار عربي وإسلامي للجرائم الطائفية التي ترتكبها الجماعة.
وأفادت مصادر حقوقية ومحلية أن المليشيا لا تزال تحتجز 12 فردًا من أسرة الشيخ حنتوس، بينهم خمسة أطفال اختُطفوا من منازلهم ومن الطرقات، حيث يتعرض المختطفون لتعذيب نفسي وجسدي مروّع، بهدف انتزاع اعترافات قسرية لتبرير جريمتهم البشعة أمام الرأي العام، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية، والأعراف القبلية، ومبادئ الدين الإسلامي.
أطفال خلف القضبان
ووفقًا للمصادر، فإن الأطفال المختطفين هم:
أسد عبدالرحمن سعد حنتوس (14 عامًا)
بسام عبدالرحمن حنتوس (12 عامًا)
أنس عبدالرحمن حنتوس (10 سنوات)
عبدالمجيد يحيى عبده حنتوس (10 سنوات)
غمدان علي محمد حنتوس (10 سنوات)
وتعرض الأطفال وأفراد الأسرة الآخرون للاعتداءات والتعذيب، في مشهد يفضح وحشية هذه العصابة، التي لم تكتفِ بقتل حافظ القرآن وتدمير منزله، بل مضت إلى ابتزاز عائلته عبر الإرهاب النفسي والجسدي.
في السياق ذاته، كشفت زوجة الشهيد الشيخ صالح حنتوس، التي وصلت إلى مدينة تعز للعلاج، تفاصيل مروعة عن الهجوم الذي شنّته ميليشيا الحوثي على منزلهم، مؤكدة أن العصابة دفعت أكثر من 2000 مسلح و150 آلية عسكرية لمهاجمة منزل لا يسكنه سوى رجل مسن وامرأتين.
وقالت فاطمة المسوري في تصريحات إعلامية: "لقد حوّلوا منزلنا إلى ساحة حرب.. دخلوا علينا بالرصاص والقذائف، وحين أصبت قالوا لي بسخرية: أنتِ حاولي تنتحري! فأجبتهم: أنا لا أنتحر، أنتم تريدون قتلي".
وأضافت أنها رفضت تلقي أي علاج في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين خوفًا من الغدر بها وتصفيتها جسديًا، مؤكدة أن المليشيا استهدفتهم بهدف "الإبادة الكاملة".
في السياق ذاته، أصدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات تقريرًا صادمًا بعنوان (غريزة الميليشيا الحوثية في تفجير المساجد ودور القرآن وقتل رجال الدين)، وثقت فيه ارتكاب الحوثيين 4560 جريمة وانتهاكًا ضد المساجد ودور العبادة في 14 محافظة خلال الفترة من 1 يناير 2015 وحتى 30 يونيو 2025.
وأكد التقرير أن الحوثيين كثفوا جرائمهم بحق المساجد ودور القرآن الكريم، واستخدموها في عمليات التحشيد الطائفي والتجنيد الإجباري للأطفال، في إطار سعيهم لفرض مشروعهم الفكري المنحرف بالقوة.
وسط هذه الجرائم، وجّهت مصادر حقوقية نداءً عاجلًا إلى المبعوث الأممي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، للتدخل الفوري والضغط على ميليشيا الحوثي لإطلاق سراح المختطفين، خاصة الأطفال الذين يواجهون مصيرًا مجهولًا داخل سجون الجماعة.
وختمت المصادر نداءها بالقول: "اليمن اليوم يقف أمام كارثة إنسانية جديدة، والسكوت الدولي لم يعد مبررًا أمام هذه الجرائم الطائفية الوحشية التي تطال الأطفال والنساء والأبرياء".