آراء

الشرعية وفوضى الداخل..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 6 ساعة و 32 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مضت أكثر من عشر سنوات على أزمة اليمن التي تجسدت وتمركزت بعد شد وجذب وأحداث مختلفة في انقلاب عصابة الحوثيين، ولا يزال هناك من لا يعترف أن داخل نموذج الشرعية نفسها من يعمل لصالح الانقلاب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ويساعد على إطالة الانقلاب وتمكينه بقصد ودون قصد..!! ولكن بحسب الظروف القائمة والراهنة منذ بداية الانقلاب وحتى الآن يفترض التعامل مع أولئك الذين يزعزعون الشرعية ويحاولون إضعافها وإنهاكها وشغلها عن مواجهة الانقلاب، على قياس الافتراض الأول، أي أنهم يدعمون استمرار الانقلاب بقصد، ولا مجال هنا لحضور عدم القصدية..

وحتى مع الإيمان بفرضية المؤامرة الخارجية، وافتراض أن المتحكم في الأزمة كلياً هو طرف خارجي، وهو من هيأ ويهيئ الأوضاع والعلاقات داخل الشرعية وخارجها بل داخل الأزمة اليمنية برمتها، بما يخدم تقوية المليشيا الحوثية واستمرار انقلابها، فهذا لا يعفي الأطراف والقوى ولا حتى الشخصيات التي تعمل على إضعاف الشرعية من داخلها.. فهؤلاء وأولئك أيضا يفترض أنهم يمنيون، وتظل حماية الوطن والحفاظ على استقراره وأمنه على رأس المسئوليات التي يجب أن يتحملوا عبئها كما يتحملها كل مواطن وإن لم يكن في موضع مسئولية..

إن ما يجري في المناطق التي تخضع لسلطة الشرعية من احتقانات وخلافات وفوضى عارمة في الأمن والإدارة، وغير ذلك مما يتناقض مع منظور الدولة والنظام، ويتعارض مع ضرورة التركيز على مواجهة الانقلاب والتخلص منه، لا يمكن التغاضي عنه كما يحدث منذ بداية الأزمة، لأن التغاضي عنه هو مشاركة مباشرة في دعم الانقلاب، الذي تدعي الشرعية أنها تواجهه وتسعى للتخلص منه.. وفي هذا تناقض واضح وغير مقبول، بل إنه واحد من أهم أسباب وعوامل إضعاف الشرعية وخلخلة موقفها أمام الداخل والخارج.. ولا نعتقد أن هناك أعذاراً أو مبررات أيا كان نوعها، يمكن أن تكون مقبولة في هذا السياق..

لا بد أن يكون التعامل مع كل تلك العاهات التي تعتور كيان الشرعية وتتخلل منظومتها بذات الحزم الذي يواجه به الانقلاب.. يجب أن تلتزم الشرعية مبدأ الحزم مع الجميع، حتى وإن اضطرها ذلك إلى مواجهة أطراف ومكونات بداخلها، إذا أرادت حقاً أن تقوي من مكانتها وموقفها، وإذا كانت جادة فعلا في مواجهة الانقلاب والتخلص منه.. ما لم فإن حال الشرعية سيظل يواصل الانهيار، ولن يتحرك إلا من سيء إلى الأسوأ.. ولن تحقق أي انتصار حتى معنوي ما دامت تتعامل مع الأوضاع بالطريقة التي تنتهجها الآن من تغاض وتساهل يصل في الغالب إلى حد اللا مبالاة..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية