أيام قليلة تفصل الشعب اليمني عن الاحتفال بالذكرى الـ 63 لقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة .
يوم من الدهر تتمنى ميليشيا الحوثي لو استطاعت شطبه من قائمة الأعياد الوطنية ومن التقويم السنوي بشكل كامل .
بودها أيضا لو محت من ذاكرة الشعب عظمة ومكانة هذا اليوم الذي أعلن فيه سقوط النظام الكهنوتي الإمامي والتحرر من الطغيان والاستبداد .
حتى وإن صرح أنه ليس في حالة عداء مع أولى وأقدس ثورات الشعب اليمني تظل مشكلة الحوثي أن وجوده وتوجهاته وتوجيهاته - الهادفة فقط ودائما وأبدا لضمان البقاء في سلطة غير شرعية - كلها قائمة على النقيض تماما من أهداف ومبادئ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر .
لهذا منذ سيطرته بقوة السلاح على صنعاء وما حولها صار من الطبيعي أن يتحول يوم السادس والعشرين من سبتمبر سنويا من ذكرى ثورة إلى موعد لإشعال شرارة ثورات جديدة .
من الطبيعي أن تحدث صدامات بين المليشيا والمواطن اليمني في هذا اليوم تحديدا لأن إرادة الحياة لا تموت بل تنتصر ولو بعد حين .
ولأنه من غير الطبيعي أن يستقبل الحوثي في كل عام مناسبة ٢٦ سبتمبر بإغلاق الشوارع وسجن الأوادم ومنع كافة مظاهر الاحتفال بالذكرى ثم يظهر من يسمونه قائد الثورة وفيلسوف الحضارة بخطاب : " شعبي العزيز تهانينا بالعيد الوطني أو بالأصح نشاطركم الأفراح وآه يا زمن " !.
ثم يظهر ما يسمى رئيس المليشيا ليقول " شعبي العزيز ..واحنا قمنا بثورة لماذا لا تعتبروها امتداد لثورة الأجداد والآباء وليس خيانة لدمائهم وتضحياتهم " !.
كيف يعني امتداد ؟ الواضح أن الحوثي يفهم أهداف ثورة سبتمبر بصورة معكوسة ويعمل على تحقيقها بطريقة عكسية أيضا !.
تؤمن ثورة سبتمبر بحكم جمهوري عادل وبمجتمع ديمقراطي وبإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات…وغيرها من المبادئ التي في طريقها إلى التلاشي من واقع دولة الجمهورية اليمنية طالما ظل الحوثي على الحكم !
دعك من كل ما سبق وتأمل في حال الهدف الثالث الذي ينص على ( رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا ). عملت الميليشيا على رفعه نهائيا من سلم أولويات السلطة !.
خلال عقد أوصلت الشعب إلى مستويات تدهور يقف العالم الإنساني مذهولا من هولها ومحذرا من تداعياتها وأنها قد تصل إلى مستويات كارثية لم يعرف اليمن مثيلا لها حتى في عهد ثالوث الجهل والفقر والمرض للنظام الإمامي البائد !.
ثم يأتي دور إعلام الحوثي بمزاعم أن أجهزة الميليشيا تقمع الشعب لإنقاذه من خطر التآمر على نفسه !.