من الشواهد التي تؤكد عظمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 أن ألدّ أعدائها لا يجاهرون بعداوتها، بل يتخفّون وراء شعارات الجمهورية؛ ومع ذلك، فإن نكبة 21 سبتمبر 2014 كانت النقيض الكامل لهذه الثورة، وأدت إلى استهداف مكتسباتها العظيمة.
أول أهداف الثورة كان التحرر من الاستبداد والاستعمار، لكن الحوثيين أعادوا الوصاية الإمامية وأعلنوا التبعية لإيران، فيما عاد الاستبداد والفوارق العنصرية، أما الجيش الوطني، عماد الهدف الثاني، فقد تعرّض للتصفية والملشنة، وحُوّل إلى أداة لقصف اليمنيين.
في الهدف الثالث، وهو رفع مستوى الشعب، نهبت الميليشيا موارد الدولة، وحوّلت التعليم والصحة والغذاء إلى وقود حربها، فارتفعت معدلات الفقر والجوع والمرض حتى أصبحت اليمن أسوأ أزمة إنسانية، أما الهدف الرابع، بناء مجتمع ديمقراطي، فقد تلاشى مع تحويل صنعاء إلى سلالة كهنوتية لا تعرف سوى القمع.
الهدف الخامس، تحقيق الوحدة الوطنية والعربية، انهار تحت إجراءات انفصالية ورفض مساندة العرب، مقابل الارتماء في حضن إيران، أما الهدف السادس، احترام المواثيق الدولية والسعي للسلام، فالممارسات الحوثية من ألغام وتجنيد وانتهاكات ورفض للتعايش تنسف كل هذه القيم.
هكذا يتضح الفرق بين ثورة الأحرار ونكبة اللصوص: بين الحرية والعبودية، وبين النور والظلام.