شنت مليشيا الحوثي حملة اختطافات جديدة استهدفت صحفيين وناشطين في العاصمة صنعاء ومحافظة إب، تزامناً مع اقتراب الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر 1962، وسط مخاوف الجماعة من اندلاع احتجاجات شعبية واسعة قد تهدد وجودها.
وبحسب مصادر محلية، فقد اختطفت المليشيا الصحفي أوراس الإرياني في صنعاء عقب منشورات انتقد فيها احتفاء الحوثيين بذكرى انقلابهم في 21 سبتمبر، كما اختطفت الصحفي ماجد زايد في إب، ونقلتهما إلى جهات غير معلومة.
وتأتي هذه الاختطافات ضمن سلسلة مداهمات نفذتها الجماعة خلال الأيام الماضية، طالت ناشطين ومواطنين شاركوا في الدعوات الشعبية للاحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر.
وتعيد هذه الحملة إلى الأذهان سلسلة من الاختطافات نفذتها المليشيا خلال الأسابيع الماضية ضد أكاديميين وشخصيات اجتماعية في صنعاء وهمدان وذمار، عقب تعبيرهم عن مواقف مناهضة للانقلاب الحوثي أو مشاركتهم في فعاليات مرتبطة بثورة سبتمبر، وغالباً ما ترافق تلك الحملات بتعذيب جسدي ونفسي للمختطفين وحرمان أسرهم من أي تواصل معهم.
ويؤكد مراقبون أن تصعيد الحوثيين يعكس حالة من الارتباك والخوف من تصاعد الغضب الشعبي، خاصة وأن ثورة 26 سبتمبر ارتبطت تاريخياً بإنهاء الحكم الإمامي الذي تعتبر الجماعة امتداداً له وتسعى لإعادة فرضه بوسائل قمعية.
من جانبها، أدانت منظمات حقوقية استمرار سياسة الاختطافات التي تستهدف الصحفيين والناشطين، معتبرة ذلك انتهاكاً صارخاً لحرية الرأي والتعبير، ودعت إلى الإفراج الفوري عن جميع المختطفين ووقف ممارسات القمع والتخويف التي تنتهجها الجماعة في مناطق سيطرتها.