آراء

الحوثي يستبق هانس برفض الحل السياسي

نوح إدريس

|
قبل 9 ساعة و 18 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تبدو الحياة في اليمن في نظر الحوثي كئيبة لولا أن الحروب تلطف أجواءها. 
كما أن الأزمات صارت أشبه بمهرجانات احتفالية تحرص المليشيا على مفاجئة الناس بها وحثهم على عيش تفاصيلها كنوع من الذكريات الحلوة أسطورية الصمود أو تعلم دروس في الصبر والسلوان والتناحة !.
التطورات الأخيرة في المنطقة تنزع مجددا أقنعة الميليشيا وتكشف وجهها القبيح. 
فئة لا تستطيع العيش دون شماعة هناك حرب ينبغي اسنادها وستظل لها الأولوية حتى النصر .
في الوقت ذاته فإنها عاجزة عن الالتفات لمتطلبات ومطالب الداخل والإيفاء بأقل القليل منها أمام البلاد والعباد كسلطة أمر واقع .
عند المراجعة ..رصيد الحوثي الوحيد من الإنجاز يتمثل في كم تم إطلاق صواريخ ومسيرات وكم تم إغراق ومنع مرور سفن ! ما عدا ذلك مجرد نصب تذكاري أو إعادة تسمية شارع ومدرسة !.
عندما أعلن الاتفاق على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة أعلن زعيم الميليشيا أنه " سيراقب عن كثب  مستوى تنفيذ إسرائيل  للاتفاق وسيستأنف دعم غزة في حال عدم امتثالها " .
رغم أن خطة ترامب الموافق عليها من نتنياهو وحماس مع وثيقة ضماناته إضافة إلى توقيعات قمة شرم الشيخ كانت من الناحية الإسرائيلية بمثابة اتفاق على تقليل معدل استهداف الفلسطينيين.
يكفي ٤٠ قتيلا و٣٠ جريحا وتدمير مستشفى ومدرسة وبرجا سكنيا في اليوم !.
رغم ذلك تبدو ميليشيا الحوثي حتى اللحظة غير متحمسة للتصرف دون تلقي توجيهات مباشرة من المتحكم بالزر في إيران !. 
لا يريد الحوثي فتح موضوع اليمن من باب تحريك ملف إيقاف الحرب والتحرك نحو تحقيق السلام ولهذا فإنه منشغل بمراقبة القطاع الفلسطيني .
كان المبعوث الأممي هانس غرونبرغ كعادته في توزيع التفاؤل صرح قبل أيام من الرياض أن اتفاق غزة يشكل فرصة سانحة لإعادة الزخم نحو مفاوضات سلام شاملة في اليمن .
واعتبر في بيان "  أن هذه التطورات تهيئ الظروف المواتية لخفض التصعيد بصورة مستدامة وتمهّد الطريق أمام عملية سياسية جامعة " .
كلام هانس جاء وكأنه لم يكن يعلم بموقف الحوثي الذي سبقه بأسبوع بإعلان استحالة الحل السياسي في اليمن .
متحدث المليشيا البخيتي وكأنه نسي هو الآخر أنه يعبر عن موقف جماعته وان أطراف الصراع الأخرى لديها من يتحدث باسمها خلط الماء بالسليط في منشور له على منصة " إكس” .
يقول  البخيتي : ” أصبح من الضروري أن نصارح الشعب اليمني بأن الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا لأن القرار ليس بيد  الأطراف الأخرى الذين وصفهم بالمرتزقة " 
وأضاف : “كما أن استمرار الحروب الداخلية والإقليمية لاتزال تمثل مصلحة استراتيجية واقتصادية لأمريكا وبريطانيا ". 
بكل حال يتحدث اليمن والخارج بالوثائق والأدلة عن تدخل سافر للإيراني في الشأن اليمني وتورط مباشر في إشعال الحروب فيه بدعم الحوثيين .
ويؤكد أن الحل يتطلب أولا تأديب قيادة طهران والقضاء على مشروعها في اليمن بينما يقفز الحوثي من الشرق  إلى الغرب بالحديث عن رغبات أمريكية بريطانية !.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية