أطلق ناشطون وإعلاميون يمنيون، مساء الأحد، حملة إلكترونية واسعة تحت وسم #ماذا_فعل_الحوثي_باليمن، تهدف إلى تذكير العالم بحجم المأساة الإنسانية والدمار الذي خلّفته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ انقلابها المسلح على الدولة عام 2014.
وشهد الوسم تفاعلًا واسعًا وغير مسبوق على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تدفقت مئات التغريدات والمنشورات التي وثّقت بالصور والفيديوهات والبيانات مظاهر الانهيار الذي أصاب اليمن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والإنسانية.
وأكد منظمو الحملة أن ما ارتكبته المليشيا من جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين ونهب للثروات وتدمير لمؤسسات الدولة يمثل "الفصل الأكثر ظلامًا ووحشية في تاريخ اليمن الحديث"، مشيرين إلى أن التوثيق والنشر أصبحا واجبًا وطنيًا لحماية الذاكرة الجمعية من التزييف ومحاولات طمس الحقائق.
وشدد المشاركون على أن المعركة مع الحوثيين ليست عسكرية فقط، بل فكرية ووطنية وإنسانية، تستهدف فضح المشروع السلالي وكشف حقيقة الخراب الذي خلفته الجماعة في كل بيت يمني، داعين إلى استمرار الحملة بوصفها "سلاحًا وطنيًا لمواجهة التضليل الإعلامي والتزوير التاريخي".
وتناول الناشطون خلال الحملة مظاهر الانهيار الذي أصاب اليمن جراء سيطرة المليشيا، بدءًا من تفخيخ التعليم والمناهج الدراسية واستبدال مفاهيم الوطنية بالتعبئة الطائفية، مرورًا بتحويل المدارس إلى منابر دعائية، ووصولًا إلى حرمان أكثر من 170 ألف معلم من رواتبهم وتحويل العملية التعليمية إلى أداة لتلقين الولاء.
كما وثّقت الحملة ما وصفه المشاركون بـ"الخراب الممنهج للهوية اليمنية"، من خلال تدمير المساجد والمكتبات والمواقع الأثرية وفرض مناسبات دينية دخيلة مستوردة من إيران، في محاولة لتبديل ملامح اليمن التاريخية والدينية والثقافية.
وسلطت آلاف المنشورات الضوء على الجرائم الإنسانية المروّعة التي ارتكبتها المليشيا، بما في ذلك تجنيد الأطفال والزجّ بهم في الجبهات، والاغتيالات، والاعتقالات، ومصادرة المساعدات الإنسانية، وحرمان الموظفين من رواتبهم، مما جعل ملايين اليمنيين على حافة الجوع والحرمان.
ورأى مراقبون أن الزخم الواسع للحملة يعكس تنامي الوعي الشعبي والإعلامي بخطورة المشروع الحوثي، مؤكدين أن مثل هذه الحملات تشكّل جبهة مقاومة رقمية موازية للميدان، ورسالة إلى العالم بأن اليمنيين لن ينسوا ما فعله الحوثيون ببلادهم، ولن يسمحوا بتكرار المأساة.