تشهد ولاية شمال دارفور موجات نزوح متزايدة مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في مدينة الفاشر، حيث أعلن مجلس غرف طوارئ شمال دارفور عن وصول دفعة جديدة من النازحين الفارين من مناطق الاشتباكات إلى معسكر كساب خلال الساعات الماضية.
وذكر المجلس في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن المعسكر استقبل 193 أسرة جديدة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى جانب عدد من الجرحى والمصابين الذين تمكنوا من الفرار من مناطق القتال بعد معاناة طويلة.
وأشار، إلى أن الأوضاع داخل المعسكر تزداد صعوبة مع محدودية الموارد، ونقص الغذاء والمياه، وضعف الخدمات الطبية.
تحذيرات متصاعدة من المنظمات الإنسانية
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متصاعدة من المنظمات الإنسانية بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خصوصًا بعد تصاعد العمليات العسكرية وسيطرة ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف خلال الأسابيع الأخيرة.
وتشير تقديرات أولية إلى أن أكثر من 80 ألف مدني نزحوا من الفاشر ومحيطها خلال أقل من أسبوعين، في واحدة من أسوأ موجات النزوح التي يشهدها الإقليم منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
ويصف شهود عيان من داخل المعسكرات الوضع بأنه "كارثي"، مؤكدين أن العديد من الأسر تصل دون أي متاع أو غذاء، فيما يضطر البعض إلى المبيت في العراء لعدم توفر المأوى الكافي. وتبذل غرف الطوارئ المحلية جهودًا محدودة لتوفير المساعدات العاجلة بالتعاون مع متطوعين ومنظمات محلية، في ظل غياب شبه تام للمنظمات الدولية التي تواجه قيودًا أمنية تمنعها من الوصول إلى المناطق المنكوبة.
ويُحذر ناشطون من أن الأوضاع قد تتدهور أكثر إذا لم يتم فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى الإقليم، مشيرين إلى أن استمرار الحصار المفروض من قبل ميليشيا الدعم السريع يفاقم الأزمة ويهدد حياة الآلاف، خاصة الأطفال وكبار السن.
ويرى العديد أن استمرار النزوح الجماعي من الفاشر يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي تضرب الإقليم، في وقت لا تزال فيه الأصوات الدولية خافتة تجاه ما يوصف بـ“أكبر مأساة إنسانية في السودان خلال العقود الأخيرة”.
ويطالب مجلس غرف الطوارئ، في ختام بيانه، المنظمات الأممية والإقليمية بسرعة التدخل لتوفير الغذاء والدواء والمأوى للنازحين الجدد، محذرًا من أن الوضع في معسكر كساب ومعسكرات أخرى في شمال دارفور قد يخرج عن السيطرة خلال أيام إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.