قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخاطر بحرب خطيرة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وستكون نتيجتها هي الخسارة لأنقرة، مؤكدة أن بوتين لديه القدرة على استخدام ما يسمى بـ "الدبلوماسية القسرية" لإرغام أردوغان على قبول حل وسط لصالح روسيا.
وأوضحت المجلة، في تقرير أعده كونور ديلين وهو دبلوماسي سابق عمل في وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية، أن أردوغان يلعب لعبة خطيرة في سوريا، لافتا إلى أنه على وشك السقوط في حافة الهاوية، بعد أن فقدت تركيا العشرات من جنودها في 27 من فبراير الماضي بعد استهدافهم من قبل الغارات الجوية السورية التي نفذتها الطائرات الروسية.
وأضاف ديلين أن العلاقة بين أنقرة وموسكو أصبحت معقدة للغاية وتسير بشكل متزايد في مسار تصادمي فيما يخص الأزمة في إدلب السورية، مؤكدا أن تطلعات أردوغان وطموحاته الجيوسياسية في سوريا تعد غير متكافئة بالمقارنة إلى قوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من موسكو، وهو ما يؤدي إلى فشل أي تحالف بين أنقرة وموسكو.
وأوضح التقرير أن تقديرات أردوغان في إدلب فشلت تماما، مؤكدا تدخل أنقرة في سوريا يؤتي بخسائر شديدة تزداد مع الوقت، ويدفع تكلفتها الرئيس التركي بخسارته للعديد من جنوده الأتراك على مدار الحرب في سوريا، وفي المقابل يزداد دعم موسكو للنظام السوري.
وتابع أنه رغم الخسائر، إلا أن أردوغان مستمر في دعم الميليشيات المتطرفة وإرسال ونشر الجنود الأتراك في شمال سوريا، غير مبال بأرواح الجنود، لافتا إلى أن الفشل في إدلب سيكون بلا شك هو مصير الرئيس التركي، وسيكون ذلك بمثابة "ضربة قاسية له ولمكانته في الداخل والخارج".
وأكد التقرير أن أردوغان يدرك تماما أن بلاده عاجزة عن مواجهة التفوق الجوي الروسي في المنطقة، وهو ما دفعه لطلب مساعدة واشنطن في الحصول على أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية الجوية، وبعد رفض أمريكا لطلبه، أصبح أردوغان وحيدا بلا أصدقاء، في كلا من العالم العربي وأوروبا، مع تزايد النظر إلى مغامرته في سوريا على أنها انتهاكا لسيادة البلاد.
وعلى العكس تماما، فإن بوتين يدرك بشكل واضح أن موسكو تحتفظ بميزان القوة في علاقتها مع أنقرة، ولديها المزيد من الأدوات التي يمكنها نشرها، مشيرا إلى أن بوتين قد أثبت بالفعل مهارته في استخدام "الدبلوماسية القسرية" لثني أردوغان عن إرادته ولإجباره على قبول حل وسط في إدلب لصالح روسيا في النهاية.