آراء

الحوثيون يجلسون على قش..!!

جميل العمراني

|
08:00 2023/09/09
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بضعة وثلاثون شخصاً من سكان الحي تجمهروا أمام مقر شركة المفزر بشارع مارب صرف، للاحتجاج على الانفجار الضخم الذي نتجت عنه أضراراً مادية كبيرة، وتسبب في حالة مهولة من الرعب لدى السكان الذين اضطروا للفرار والنزوح من منازلهم احتماء من تطور حالة الحريق وامتدادها إلى منازلهم القريبة جداً.. بعد يومين من الحادث اجتمع السكان واتفقوا على أن يكون لهم موقف فخرجوا مجتمعين إلى أمام مقر الشركة للإعلان عن غضبهم وعدم رضاهم عن بقاء المقر في حيهم مطالبين بنقله..

إلى هنا كل شيء يبدو مألوفاً.. مواطنون عاشوا ساعات من الرعب والهلع ولمسوا الخطر من بقاء فرع الشوكة في حيهم فخرجوا للتعبير عن غضبهم والمطالبة بنقل المقر.. لكن الألفة تلك لم تدم طويلاً، فقط ما بين خمس إلى عشر دقائق ليتجدد الرعب بأقسى منه والحال بأظلم منه.. عشرات الأطقم المسلحة من كل أصناف القوات الأمنية والخاصة والنجدة ومكافحة الشغب  تحيط بالمكان،ليس للتجاوب مع المواطنين المحتجين ودعمهم والنظر في مطالبهم وإمكانية تنفيذها، وإنما لقمعهم والاعتداء عليهم بالضرب والشتائم والتهديد بالسجن المؤبد ونهب وتحطيم هواتف من صوروا الاحتجاج واحتشاد القوات وطريقة تعاملها البلطجي القذر مع المواطنين، وكل ذلك تعبيراً عن رفض سلطة الحوثية الانقلابية القيام بأي تجمهرات أو تجمعات للمواطنين بأي شكل ولأي سبب..!!

ومثلما تبعث تلك القوات الهائلة بحجمها وطريقة احتشادها وتهجم أفرادها الرعب والمخافة في قلوب المواطنين، تعبر من طرف آخر وبصراحة كاشفة،عن حجم الرعب الذي تعيشه وتعانيه سلطة الحوثيين في صنعاء وغيرها من المدن والمناطق التي احتلتها وسيطرت عليها، وذلك بطبيعة الأمر شأن أي محتل لغير أرضه ومتسلط على رقاب البشر بقوته، فهو في كل الأحوال إرهابي مغتصب، وليس حاكماً طبيعاً،وحتى وإن افترضناً محالاً كونه حاكماً طبيعاً فلم يتحقق تحت سلطته العدل فيأمن..!!

إن حالاً كالذي حدث اليوم أمام شركة المفزر وتهديدات الجماعة بالويلل والثبور لكل من تسول له نفسه التعبير عن رأيه عن طريق التجمهر والاحتجاج، يجعلنا بالضرورة نسترجع خطابات سيدهم قائد الجماعة الإرهابية في العامين 2013 و2014م.. تلك الخطابات المجلجلة وهو يقول أن من حق الشعب أن يتجمهر وأن يحتج ويخرج في مسيرات ومظاهرات للتعبير عن رأيه وعن مواقفه، وأنه ليس من حق السلطة أي سلطة كانت، أن تمنعه أو تقف حائلاً بينه وبين ذلك الحق القانوني والدستوري بل والفطري..!!

وهنا تتجلى بوضوح عدة حقائق من بيها أن العلاقة بين هذه الجماعة الإرهابية المنقلبة من جهة والشعب من جهة أخرى،كحاكم ومحكوم ليست علاقة آمنة إطلاقاً وبالتالي من المستحيل استمرارها، بل يمكن تداعيها في أية لحظة، وهو كحقيقة ثانية ما أصبح واضحاً كقناعة ومنتظراً من قبل الجماعة بين اللحظة والأخرى..وكل ذلك نابع أيضاً من قناعة الحوثيين بأنهم لم يكونوا يوماً من الشعب ولن يكونوا، نظراً لما جرىمنهم تجاه الموطنين من ظلم وقمع وتجويع وتشريد.. ومن المؤكد أن ذلك حدث نتيجة لحقيقة أخرى اتضحت منذ وقت مبكر وهي أن مشروع الحوثيين قائم على الكذب والخداع والاحتيال، فلم يعد الحوثيون هم أولئك الذين ادعوا أنهم خرجوا ضد الظلم وكانوا يعدون الناس بتحقيق غايات شعبية ممكنة حرموا منها..!!

نعم خسر الحوثيون ثقة الناس بهم وما يزالون يخسرون كل يوم إن لم يكن كل لحظة مواقفهم.. وأصبحوا يدركون أكثر من غيرهم يدركون أنهم يجلسون على مقعد هش من قش، وأن ذلك المقعد محترق محترق إن لم يكن في هذه اللحظة ففي اللحظة التالية، وأن ذلك الاحتراق صار وشيكاً ويستدعي يقظتهم الأمنية، واساخدام القوة، فلم يعودوا يمتلكون غير ذلك وهي تقية الضعيف المنهزم .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية