آراء

انتفاضة الأعلام

د. صباح المخلافي

|
07:00 2023/10/04
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

عندما كنت في صنعاء لم يكن يقلقني توقف الحياة هناك، أو بالأصح تدهورها بالقدر الذي كان يقلقني الجيل الذي ينشأ في عهد سيطرة الحوثي، وأنا أشاهد الحوثيين وهم يطمسون كل معالم الدولة بل يطمسون كل معالم الحياة.

كنت أتخيل، ما هي الأفكار التي ستُغرس في هذا الجيل؟ 
وما هي المبادئ التي سيكبر وهو مؤمن بها؟

أسئلة كثيرة كانت تدور في مخيلتي وأنا أرى الكثير من الشباب اليافع قد ترك أهله والتحق بالحوثي تحت شعارهم الاستغلالي مواجهة العدوان.

وعندما قام الحوثيون بتغيير المناهج تأكدت أن اليمن سقط في هاوية سحيقة دون رجعة، كيف لا، وقد أصبحت ثقافة الموت ضمن المنهج الدراسي لطلاب فتحت أعينهم في سنوات الحرب؟
كيف لا، وقد قضوا أجازاتهم الصيفية في مراكز الحوثي الطائفية؟
ولكن ماذا أقول بعد أن شاهدنا تلك الملحمة البطولية الرائعة في 26 من سبتمبر؟

لله در ذلك الجيل الذي خيب توقعاتي وهوى بقوانين العلم ونواميس الفلسفة ونظريات علم النفس.

لقد كانوا مدرسة فريدة بلا مقررات دراسية، فكانوا هم المعلمون وهم الطلبة.. كانوا هم الإدارة والإشراف والحراسة، بل كانوا علماء يبتكرون نظريات بحجم اليمن العظيم،
إنهم الساسة والقادة والشعب.

لله دركم أيها الثوار الأحرار الصغار في العمر والكبار في الفعل، لله دركم أيها الأبطال.. لم يجرؤ شيوخ القبائل أن يأتوا بمثل ما أتيتم، لم يستطع الأكاديمي أن يصرخ كما صرختم وفضل أن يعمل لمدة 9 سنوات دون راتب.

لم يتجرأ أن يقف في وجه صراخهم أكبر تجار اليمن وأكبر قادات الجيوش. لقد صرخوا في وجوهكم ثم صرخوا كرتين فأنقلب صراخهم خاسئا وهو حسير.

شكرا لكم من القلب أن أحييتم فينا الأمل بعد أن قتلته القيادات المزيفة..
شكرا لكم أن رفعتم رؤوسنا شامخة ونحن نقول للعالم، وبكل فخر، هؤلاء هم أبناء اليمن وأحفاد التبابعة.

نعتذر أن كانت القيادات قد خذلتكم فلقد عشعش الخوف في قلوبهم وترعرعت الأطماع في نفوسهم وتربع الجشع على أفئدتهم،
فلم يستطيعوا طرده وآثروا الصمت المخزي تجاه انتفاضتكم.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية