آراء

أهداف إسرائيل في غزة تتجاوز حدود الانتقام

شهاب السماوي

|
11:35 2023/11/07
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تدعي حكومة الكيان الصهيوني أن عدوانها على قطاع غزة يستهدف القضاء على حركة حماس التي تتهمها بالإرهاب وتزعم ان وجودها في القطاع يمثل تهديدا لأمن الدولة العبرية، وتحت هذا العنوان اتجهت لإقناع العالم بوجهة نظرها مستغلة غرق اسطورة جيشها في طوفان الأقصى لتبرير حرب الإبادة التي تشنها على أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.

وفي الوقت الذي تتفرغ حكومة الكيان الصهيوني وتسخر كل إمكانياتها العسكرية لإدارة الحرب وارتكاب جرائم الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، يتولى البيت الأبيض عملية الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية وإفشال القرارات الداعية لإيقاف الحرب، محولاً الخارجية الأمريكية إلى خارجية لإسرائيل، وهو ما بدا جلياً في الدور الذي يلعبه انتوني بلينكن الذي تحول منذ الـ7 من اكتوبر إلى ناطق بإسم حكومة نتنياهو.

اليوم وبعد مرور شهر على عملية الانتقام المبررة والمدعومة أمريكياً وغرق سكان قطاع غزة في بحرٍ من الدماء، تؤكد الكثير من المعطيات أن العدوان وحرب الإبادة التي تستهدف سكان قطاع غزة، تم التخطيط لها مسبقاً وأن عملية طوفان الأقصى لم تكن سوى خطوة استباقية استهدفت جيش الاحتلال الذي كان يستعد لشن عدوان شامل على قطاع غزة.

وفي الوقت الذي تحولت مزاعم حكومة الكيان الصهيوني في القضاء على حركة حماس إلى مظلة للحرب على قطاع غزة وفي جحيم نيرانها تدور الكثير من الأسئلة المتعلقة بمستقبل إدارة القطاع بعد توقف الحرب واستبعاد حركة حماس من المشهد الغزاوي، يرى مراقبون أن ما يتم ترديده مجرد زيف يتم التسويق له بعناية لإخفاء الحقيقة التي تؤكد وجود الكثير من الأطماع السياسية والاقتصادية وأن لدى إسرائيل وشركاء إقليميين ودوليين مشاريع عملاقة يرون إن وجود كيان سياسي فلسطيني في قطاع غزة يمثل عائقاً يحول دون تنفيذها، ولذلك يسعون منذ سنوات لتهجير سكان قطاع غزة إلى وطنٍ بديل.

ووفقا للمراقبين فإن أطماع إسرائيل لا تتوقف عند حدود الاستيلاء على حقل الغاز الفلسطيني "غزة مارين" الذي تحول تل أبيب دون استثماره منذ اكتشافه قبل 20 عاما في سواحل غزة، بل تسعى لتحقيق حلمها المتمثل في شق قناة مائية "العقبة – عسقلان" تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط عبر صحراء النقب وقطاع غزة الذي تعتبره إسرائيل عائقاً أمام المشروع وتسعى لإخلائه  من الفلسطينيين وتهجيرهم إلى أرضٍ بديلة في سيناء التي كانت قد توصلت إلى من خلال تفاهمات مع الاخوان المسلمين بعد استيلائهم على السلطة في مصر عام 2011 لصفقةٍ تنص على أن تتنازل مصر (تبيع لإسرائيل) أكثر من 700 كم في سيناء يتم توطين سكان القطاع فيها.
وبناءً على ذلك تكفل الرئيس الاخواني المخلوع محمد مرسي بإقناع حركة حماس وفصائل المقاومة ليس بالقبول بإخلاء قطاع غزة فحسب بل وإقناعها بالاعتراف بإسرائيل، لكن ثورة الشعب المصري وإسقاط الإخوان بدد الصفقة وأفشل المؤامرة التي تسعى تل أبيب لإحيائها اليوم.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية