آراء

أسوأ من حالة طقس !

نوح إدريس

|
12:19 2024/02/15
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تخيل أن تعيش في بلاد تنام وتصحو على ما تسميه يوم واسبوع وشهر ذكرى الشهيد .
باتت صنعاء أكثر عواصم العالم سكوتا عن البطالة واعلانا للاجازات لمن يعملون .
للسنة التاسعة منذ السيطرة عليها .. تخصص الميليشيا ميزانية وايرادات ومشاريع الحكومة للشهيد .. أما الأحياء من المواطنين فيرحمهم الله !.
يمكن للمواطن العادي إحصاء أكثر من 25 مناسبة طائفية ودخيلة على المجتمع يحاول الحوثي أن يفرض الاحتفاء بها وإحياؤها لكن دون جدوى .
وأكثر منها رسائل وتوسلات التبرع بدءا من " تبرعوا  للشهيد  إلى آخر التقليعات قبل أيام تبرعوا لقوات الدفاع الساحلي " !
تبرعوا ! لأن دماء الشهيد  " زلزلت وجرفت الاستكبار بما فيها الرواتب والحقوق "!.
أحوال الناس هنا تصعب حتى على الكافر بينما أولئك المؤمنين المجاهدين القادمين من الجروف والكهوف وبلا كسوف أقل واحد فيهم لا تقل صرفياته الشخصية في اليوم عن ١٠٠ الف ريال !.
لم يعد الأمر خافيا بل أنه بات مرافقا لحالة الطقس في العاصمة كنوع من التدهور العام الناتج عن غياب الدولة مع استمرار الانحباس الجماعي والفردي والإقصاء والاخفاء القسري لأصحاب الضمير والمسئولية بأنواعها .
يمكن تلخيص مناخ البلاد بلا تغير أو تأثر في حالة فساد مستشري وسرقه يومية للمال العام والخاص .. حالة من البذخ والترف تتنعم بها قيادات الميليشيا وتمنحها صلاحية امتلاك العقارات والشركات وشراء الولاءات والذمم وتنظيم المظاهرات ..حالة كساد تضرب الأسواق لانعدام السيولة ..وحالة الجوع والمعاناة التي بلي بها الشعب ومازال ينتظر الفرج . 
بحسب التقديرات المالية المعلنة ..تنفق الميليشيا على الفعاليات الطائفية الخزعبلاتية أكثر من ٦٠ مليار ريال سنويا .
ماذا لو قرر الحوثي توجيه المبلغ  لما فيه مصلحة البلاد والعباد .. ربما رفع المواطن كلتا يديه مرحبا بكل الشعارات الطائفية والمتطرفة في العالم وربما كان أول من يبصم بأصابعه العشر بشهادة أن زعيم الميليشيا إبن رسول الله في فعالية المولد النبوي وسادس الخلفاء الراشدين في باقي الأيام إذا أراد بل والمهدي المنتظر لأسطورة التغيير الجذري وازاحة المهدي المشاط دون حساب وعقاب !.
لن يحدث هذا أبدا ولن يكون لأن الحوثي تخرج على يد الخميني. 

أخذ من تعاليم سادته في إيران أسوأ ما لديهم وأولها إدارة مناطق اليمن الواقعة تحت قبضته بطريقة الأزمات ..أزمات داخلية وخارجية بلا نهاية !.
تسع سنوات اثبتت أن الحوثي وأتباعه تنطبق عليهم مقولة السيد كارل ماركس " إذا أردت أن تكون تافها فما عليك إلا أن تدير ظهرك لمشاكل الآخرين " .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية