آراء

لاشيء غير القوة .. يمكن أن يخضع المليشيات الإرهابية

جميل العمراني

|
01:23 2024/02/18
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تعيش المليشيات والجماعات المتطرفة والإرهابية عادة خارج الإطار أو النسق العام للحياة الطبيعية وأنظمتها وقوانينها، وبالتالي لا تخضع لتلك الأنظمة والقوانين ولا تتجاوب أو تنسجم معها، بل لا تكاد تبالي بها، فما بالك بأن تتبنى وتنفذ هذه الجماعة أو الميليشيا انقلابا في مجتمع ما أو على دولة ونظام سياسي ما، كما هو الحال بالنسبة لمليشيا الحوثيين الإرهابية، التي انقلبت على الدولة ونهبت مؤسساتها ومقدراتها، وما تزال منذ تسع سنوات تختطف جزءا كبيراً من المواطنين اليمنيين الذي يقيمون تحت سلطتها الجائرة، بعد أن احتلت المناطق التي يقطنون فيها، واستخدمتهم وما تزال حتى اللحظة تشهر في وجوههم قبضة من نار، وتزايد وتبتز بهم الداخل والخارج..؟!

وفي هذه الحالة وبخصوص القرار الصادر بحقهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فيجب التأكيد قبل كل شيء على أن أي قرار يتجاوز خيار القوة المباشرة تجاه هذه الجماعة، ماهو إلا تحصيل حاصل لا جدوى منه، ولا نتائج له، فهذه الجماعة أصبحت اليوم تراهن على القوة وتعتقد أن بإمكان قوتها أن تخضع العالم بأسره ليتقبلها بالشكل الذي هي عليه والهيئة التي تريدها هي، خارج أية محددات ودون أية شروط.. أما  أن يصدر بحقها قرار بكونها إرهابية، فهذا أمر متأخر جداً، والمجتمع الدولي بأسره مجمع على ذلك منذ قيامها بالانقلاب والسيطرة على الدولة والشعب الذي تحت سطوتها بقوة السلاح، وتحت شعارات ومرويات وأساطير تاريخية عفا عليها الزمن ولم تعد صالحة للحياة..!!

إن إخبارنا اليوم وبعد تسع سنوات من انقلاب الحوثيين، بأن هذه المليشيا المتغطرسة والعنصرية، جماعة إرهابية والحكم عليها بمثل هذا الحكم أمر لم يعد ذا جدوى فعلية، ومثله كذلك أي قرار أو إجراء ما لم يتضمن فعلاً مباشراً يستخدم القوة المسلحة، فهذه الجماعة منذ تأسسها وظهورها على الساحة اعتمدت، في إعلان حضورها وتجسيد وجودها، على لغة وفعل القوة وفرض منطق الأمر الواقع، واستمرت طوال تسع سنوات تعتقد وما تزال تعتقد أن رهانها الفعلي والأوحد على ذلك الوجود مقتصر على قوة السلاح، وأنها أصبحت قوة دولية لا تقهر..!!

وفي ذات الإطار فإن منح الفرص، بعد كل ما تسببت فيه هذه الجماعة من تدمير لليمن وقتل وتشريد لليمنيين وتفكيك متعمد للنظام السياسي، هو عمل عبثي وفارغ من الجدوى والأهمية، كما إنه يكشف ويفضح موقف الخارج والمجتمع الدولي، الذي كثيراً ما أعلن عن رفضه الصريح للانقلاب، ولكنه رفض معنوي وموقف صوتي لا أكثر، فيما يظهر ذلك الخارج شاخصاً ومتدخلا في كل فرصة، تحاول الشرعية اليمنية استغلالها والانقضاض على هذه الجماعة وإنهاء الانقلاب..!! ثم إن أي قرار خارجي لا يتضمن التدخل بالقوة لن يضر هذه الجماعة أبداً بقدر ما يمكن أن تستخدمه قياداتها لمزيد من المزايدة بالقضايا القومية والوطنية من جهة، ومضاعفة الضغط والابتزاز في حق المواطنين ورفع سقوف الإتاوات والجبايات تحت شعارات تحفل بالتفاخر والاعتزاز بالخصومة مع قوة عظمى كقوة الولايات المتحدة الأمريكية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية