آراء

طرف مجهول..!! طرف ثالث..!!

جميل العمراني

|
12:53 2024/03/05
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

من الطبيعي جداً أن تتباهى عصابة إرهابية بقطع الطريق والتقاطع مع مصالح العامة وإحداث الفوضى وإقلاق السكينة، فهذه الأشياء تندرج في قائمة أنشطتها، التي هي في الواقع التعبير الأمثل عن وجودها وتفاعلها وما ترى أنه فاعليتها، وتعتقد أنه تطبيق واقعي وضروري لنهجها وقوانينها الخارجة بطبيعة الحال عن قوانين الطبيعة والوجود..!!

أما حين تنفذ هذه العصابة أو تلك كعصابة الحوثيين الإرهابية أعمالاً وأنشطة تصل آثارها وأضرارها إلى مدى أبعد وأوسع، فإنها ترى أنها تحقق إنجازات استراتيجية كبرى من منظورها، مثل أن تستهدف سفناً في عرض المياه الدولية وتغرقها، وتهدد ممرات وطرق التجارة العالمية، فإنها لا تكف عن التباهي محاولة إقناع العالم أنها حاملة قضية عالمية ودولية كبرى..!!

ولا تنسى هذه العصابة أن تسخر إعلامها وأدواتها ومرتزقتها وأتباعها للتشبيب والمدح والإكبار من أعمالها الإرهابية، وإن كانت تتعارض مع الحق والسبيل الراشد أو تختلف مع الوجود بأكمله، فالوجود على خطأ ما لم يكن مناصراً لخطاياها، أو على الأقل متقبلاً لما تقوم به من أنشطة إرهابية، ولا تنسى أيضاً أن تصطاد هدفاً معنوياً أو قضية عامة، تحملها ذلك الإرهاب والبغي، ليصبح ظاهر نشاطها مصلحاً، وإن كان العالم كله يدرك أن باطن ذلك النشاط شر وعمل يتنافى مع الحقيقة والحق..

مؤخراً وبعد توقف المواجهات مع قوات الشرعية والتحالف، نفدت حيل جماعة الحوثي التي تبرر انقلابها واستغلالها للشعب اليمني، فاستحضرت من الأفق البعيد القضية الفلسطينية والحرب التي يشنها الصهاينة على غزة، وجعلت منها قضية جوهرية وأساسية، وبدأت تجدد وتستأنف تحت ذلك الشعار إرهابها محاولة استغلال القضية الفلسطينية والفلسطينيين بعد استنفدت طاقتها داخلياً في خداع اليمنيين بقضايا من مثل السيادة مع أنه لم تخترق سيادة اليمن في عصر من العصور كما اخترقت في ظل وجود هذه العصابة وانقلابها..!!

ولأن فعل المزايدة لا يدوم وحبل الكذب قصير كما يقال، فسرعان ما بدأت المليشيا بقدر ما كانت تباهي بإرهابها وبقوتها وبقدرتها على تعطيل مصالح العالم بعملياتها الإرهابية، بقدر ما نجدها سرعان ما تتراجع حين تجد أن نتائج عملياتها تتسبب في أخطار ومضار للبشرية تكاد تدمر شعاراتها الزائفة وتنزل بأخلاقها وسمعتها إلى الحضيض على العكس مما عملت وتعمل عليه من محاولات تبييض لوجهها الدميم أو تحسين زائف لصورتها القبيحة، بهدف كسب أرضية قبول وتأييد داخلا وخارجاً..

وليس أدل على ذلك من حادثة السفينة البريطانية التي ملأت العصابة الدنيا ضجيجاً وتباهياً باستهدافها، وجعلتها عناوين بارزة ومانشتات عريضة لحملاتها الإعلامية والخطابية، وبمجرد أن تبين أن تلك السفينة المستهدفة تحمل آلاف الأطنان من الأمونيا السامة، وأن غرقها سيتسبب في كوارث بيئية وصحية على نطاق كبير في المياه الدولية، إذ بالعصابة تستدرك اندفعها المتباهي، بوقاحة منقطعة النظير، وهي تتعارض مع حملة التباهي بحملة تراجع، وتحاول إسناد عمليتها الإرهابية بحق السفينة المذكورة إلى طرف مجهول أسمته طرفاً ثالثاً..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية