باتت تربية النحل في اليمن التي تشكّل تقليداً منذ أجيال ومصدر رزق لما يقدّر بنحو 100 ألف من مربي النحل، مهدّدة بالحرب وتغيّر المناخ.
وكانت اليمن في الماضي تصدّر ما يزيد على 2000 طن من العسل سنوياً، ما يدل على الجودة العالية والطلب العالمي على هذا الكنز اليمني.
ويحظى العسل اليمني بتقدير خاص لنكهاته الفريدة وفوائده الصحية المحتملة، مع أصناف مثل عسل السدر المعروف بلونه العنبري وخصائصه الطبية، إذ ينتج خاصةً في محافظات حضرموت وأبين وشبوة والحديدة وإب ولحج وحجّة وتعز وعمران وذمار.
ويؤكد تقرير حديث أصدرته منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بعنوان "تحليل المشهد المناخي وتأثيره على الأطفال في اليمن" أن تربية النحل وهي بالغة الأهمية للزراعة والتنوّع البيولوجي، تراجعت بشدّة جرّاء النزاع، ولم يعد بمقدور النحّالين التنقّل بحرية للوصول إلى الأزهار المتفتّحة، كما يواجهون صعوبة كبيرة في تصدير العسل خلال فترة الحرب إلى دول الخليج والمملكة العربية السعودية.
وتشير التقديرات إلى أن عدد خلايا النحل عام 2021 بلغ 1317755 خلية منها خلايا النحل البلدي بنسبة نحو 96% من إجمالي عدد الخلايا، فيما تشكّل خلايا النحل الحديثة نسبة 4%.
وبلغت كمية الإنتاج من العسل لنفس العام 2885 طناً بمتوسّط إنتاج 2.2 كيلو للخلية الواحدة.
وأطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيراً مشروع "الصمود الريفي3" الذي يدعم بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والسويد، مربي النحل تقنياً ومالياً، بهدف تنشيط تربية النحل وإطلاق العنان لإمكاناتها لتعزيز الاقتصاد اليمني وتمكين المجتمعات.
وقام الشركاء المحليين للبرنامج، بتدريب وتقديم دعم مالي لـ 397 مربي نحل (80 امرأة) كجزء من البرنامج المشترك لدعم سبل العيش القادرة على الصمود والأمن الغذائي والتكيّف مع المناخ في اليمن.
ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة المجتمعات الريفية المتضرّرة من الأزمة في اليمن على الصمود.
وأعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيراً عن إنشاء سوق العسل في حضرموت في إطار مشروع تعزيز المرونة المؤسّسية والاقتصادية في اليمن التابع للبرنامج.
وسيدعم هذا السوق مربي النحل من أنحاء اليمن من خلال تزويدهم بمكان لبيع منتجاتهم من العسل والشمع، والوصول إلى مختبرات مراقبة الجودة والخبراء، والحصول على تصاريح تصدير العسل، والتعبئة والتغليف والتسويق. كما سيوفّر سوق العسل مخزناً لمربي النحل وقاعة للتدريب والمزادات.