توفي صباح السبت، الكاتب والسياسي اليمني زيد بن محمد يحيى الذاري، في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، متأثرًا بجلطة دماغية مفاجئة، بحسب ما أفادت به مصادر مقربة من أسرته.
وفي آخر ظهور له من داخل غرفة العناية المركزة، ظهر الذاري في تسجيل مصوّر يخاطب أحد المقربين منه قائلًا:
"طبعاً، أنا أحدثك من المستشفى، من غرفة العناية المركزة. لقد أصبت بوعكة صحية – جلطة – وأنا حالياً تحت الملاحظة. المهم، البلاد أمانة في أعناقكم. أرجوكم انتبهوا لها.. أنا أودعكم الآن وأحمّلكم المسؤولية".
وقد أثار هذا التسجيل تفاعلًا واسعًا، لما حمله من كلمات وداع مؤثرة ورسالة وطنية صادقة.
ويُعد زيد الذاري من الشخصيات الفكرية والسياسية البارزة في اليمن، حيث عُرف خلال السنوات الأخيرة بطرحه المتوازن وخطابه الداعي إلى التفاهم والحوار الوطني، مؤكدًا في لقاءاته المتلفزة المتكررة على أهمية مغادرة منطق السلاح والصراع، والانتقال نحو بناء دولة شراكة حقيقية تشمل كافة اليمنيين.
وكان الفقيد قد أطلق في الفترة الماضية مبادرة سياسية باسم "ائتلاف الوئام الوطني"، داعيًا من خلالها إلى إعادة صياغة العلاقة بين أبناء الشعب اليمني، وتعزيز فرص المصالحة الداخلية، وبناء جسور الثقة مع الجوار العربي، في مقدمتهم المملكة العربية السعودية، لتحقيق سلام دائم وشامل.
في أحاديثه الأخيرة، شدد الذاري على أن اليمن بحاجة إلى رؤية وطنية جامعة تتجاوز الماضي، وحذّر من الاستمرار في إطالة أمد الحرب دون أفق سياسي واضح، مؤكدًا أن "اليمن ليس ملك أحد، بل وطن لجميع أبنائه"، وهي العبارة التي ظل يرددها في معظم خطاباته، محذرًا من تغليب المصالح الضيقة على حساب مستقبل البلاد.