محلي

علي عبدالله صالح.. القائد الذي حمل اليمن من فوهة البركان إلى بر الأمان

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 10 ساعة و 46 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في مثل هذا اليوم، السابع عشر من يوليو عام 1978، تولى الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح زمام الحكم في الجمهورية العربية اليمنية، في واحدة من أحلك المراحل وأخطر المنعطفات التي مرت بها البلاد، بعد أن تعاقب على حكمها ثلاثة رؤساء خلال أقل من عام، جميعهم سقطوا ضحايا للاغتيال والدماء.

حينها، كانت البلاد تموج بالاضطرابات السياسية العنيفة والصراعات الدامية بين الفرقاء، وكان الكل يخشى الاقتراب من كرسي الحكم الذي صار لعنةً على كل من يجلس عليه. الكل تراجع وتهرب من المسؤولية، وارتفعت الأصوات المحذّرة من الاقتراب من سدة الحكم، باعتباره مقعدًا مفخخًا بالموت، لكن الزعيم علي عبدالله صالح، الضابط الشاب القادم من صفوف الجيش، رفض أن يبقى الوطن رهينة الفوضى والدمار.

في ذلك اليوم المشهود وفي قاعة مجلس الشعب التأسيسي أعلن المقدم علي عبدالله صالح أمام الجميع قبوله بتحمل المسؤولية في لحظة فارقة، قائلًا عبارته الشهيرة: "سأحمل روحي على كفي، وأتحمل المسؤولية، فإما أن أنقذ الوطن، أو أُدفن فيه شهيدًا."

وبالفعل، بدأت منذ اللحظات الأولى لعهد الزعيم علي عبدالله صالح مرحلة استثنائية، اتسمت بالشجاعة، وتحلّت بالحكمة، حيث نجح في تثبيت الأمن الداخلي، ووقف بحزم في وجه محاولات التمرد والانقلابات، ليرسم ملامح الدولة اليمنية الحديثة، وينقل اليمن من مربع الدماء إلى فضاء الاستقرار والبناء.

من فوهة البركان إلى بر الأمان

لم يكن الطريق ممهّدًا، فقد واجهت اليمن تحديات جسيمة، أبرزها محاولات التمرد والانفصال، والانقلابات السياسية المتتالية، فضلًا عن الأزمات الاقتصادية الخانقة التي كانت تعصف بالبلاد، إلا أن الزعيم علي عبدالله صالح أدار دفة الحكم بثقة وصلابة، متسلحًا بتجربته العسكرية وروحه الوطنية، ليقود اليمن في مسيرة التنمية والإعمار.

لم تمضِ سنوات قليلة حتى بدأت ملامح اليمن الجديد تتشكل، فشهدت البلاد عهدًا من التقدم الاقتصادي، والانفتاح السياسي، وحققت وحدة الوطن التاريخية في 22 مايو 1990، في أعظم إنجاز يمني عربي معاصر.

إرث خالد وذكريات لا تنسى

اليوم، وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على ذلك الحدث المفصلي، لا يزال اليمنيون يستذكرون شجاعة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، ويترحمون على قائد وضع رأسه على كفّه من أجل أن تنتصر اليمن على الفوضى والتمزق.

ورغم كل ما واجهه من تحديات ومؤامرات، ظل الزعيم صالح صلبًا، وفيًّا لعهده مع شعبه، متمسكًا بخيارات الدولة والجمهورية، حتى لحظة استشهاده مدافعًا عن مبادئه وعن الجمهورية في الثاني من ديسمبر 2017.

وفي مثل هذا اليوم، يُعيد اليمنيون قراءة تلك المرحلة القاسية، ويستلهمون منها دروس الشجاعة والوفاء للوطن، مستذكرين أن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح لم يكن مجرد حاكم عابر، بل رجل دولة نذر حياته ليبني وطنًا ويترك إرثًا خالدًا.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية