محلي

التهديد والابتزاز عبر صناعة الإرهاب..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 7 ساعة و 44 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ماذا لو لم يكن هناك تدخل خارجي في الأزمة اليمنية..؟ وهل كان من الممكن أن يصل استفحال الانقلاب الحوثي إلى ما وصل إليه اليوم..؟ وكيف تم تصدير خطر هذه المليشيا إلى خارج حدود اليمن..؟! عندما نواجه مثل هذه التساؤلات اليوم وبعد الإلمام الدقيق بتفاصيل المشهد اليمني وقراءة الواقع الإقليمي، لا يكاد أحد منا يتلكأ في الإجابات وشرح المعطيات والتحولات، والجزم بالأغراض سواء ذات الهوية المحلية أو الإقليمية، بل وأيضاً وضع التوقعات، كما يجب أن تكون..!! لقد أصبح اليمنيون الآن مثل المدرس الذي اعتاد لسنوات على تحضير وشرح ذات الدروس بذات الكيفيات والصفات والتفاصيل دون أن يصاب بملل أو يأس..!!

أما في السنوات الثلاث الأخيرة، فحدث دون أن ينتابك الحرج.. فقد هيأت الهدنة غير المسماة في هذه الأزمة للجميع هدوءاً ليس كفيلاً بقراءة المشهد بروية وتفحص وحسب، بل أيضاً نبش الكثير جدا من الأسئلة ونقاط النظام التي ساعدت وتساعد على التوصل لحقائق لم تكن لتخطر على بال عامة اليمنيين، ولعل أهم وأوضح تلك الحقائق ماهية وطبيعة الهدنة ذاتها والكيفيات أو التفاصيل التي لا تشبه غيرها في أية أزمة مماثلة وسابقة لهذه الأزمة، التي تبعث في كل منحنى ومرحلة منها العشرات والمئات من الأسئلة التي لا تجد لها من إجابات، سوى أن ما يحدث في اليمن كابوس مؤامرة لا يستحقها اليمنيون..!!

لقد كان التصريح من عاصمة في أقاصي الأقاصي بالتدخل الخارجي هو الإعلان الأول لتسمية الانقلاب ووصفه، دون حتى إعطاء فرصة لليمنيين ممثلين بالشرعية وأدواتها وإمكانياتها للتصدي لحركة العصابة الانقلابية، في وقت لا يزال في يد الشرعية إمكانيات دولة لا طاقة لجماعة أو مليشيا كعصابة الحوثيين في مواجهتها لقدر طويل من الزمن.. كانت الدولة لا تزال محكمة قبضتها على مكانتها وقوتها وسلاحها جوا وبرا وبحرا، ولا تزال سيطرتها كدولة مكينة ومتينة في معظم المناطق المجاورة والمحيطة بجغرافيا الانقلاب المحدودة.. ولكن...!! ولكن ماذا..؟! لقد أثار التدخل الخارجي في وقت سريع ضبابية عمياء متعمدة حول واقع شرعية كانت تتراجع ويتسرب هيكلها ومفردات كيانها للهامش، لأسباب غير منطقية، بل وفي غالب الأمر دون حتى وجود أسباب..!!

كان واضحاً ثم أصبح مؤكداً أن هناك من ذهب باتجاه صناعة طوطم أو فزاعة جديدة، تبرر إحداث أزمة يمنية في نطاق عربي إقليمي، هو الآخر يشهد بذات الكيفية اضطرابات وعدم استقرار، ويواجه بث تهديدات ذات غايات ابتزازية لدول وأنظمة لا تزال تتنفس، تم جرها إلى مناطق وعمليات هذه الأزمة المصطنعة والمشبوهة، كما تم جرها لأزمات مماثلة في بلدان أخرى.. وهنا تبرز الصورة حول ازدياد قوة المليشيات والجماعات والانقلابات في المنطقة، على حساب الأنظمة التي تزعزعت بسبب هذا السلوك، وهز استقرار الأنظمة التي لا تزال متماسكة، والتي لا يستبعد أن يتحول حالها إلى ما صارت إليه الأحوال في اليمن والعراق وليبيا وسوريا ولبنان، إذا ما أراد ذلك الغرب، الذي يدير كل هذه الفوضى عن بعد.. ولكنه لن يجد حينها وجهة لتهديداته وعمليات ابتزازه القذرة..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية