محلي

اليمنيون يحتفون بالعيد الـ62 لثورة 14 أكتوبر: ذكرى التحرر ووحدة النضال الوطني

اليمن اليوم:

|
قبل 3 ساعة و 21 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يحتفي اليمنيون، اليوم، بالذكرى الثانية والستين لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، التي أنهت أكثر من 130 عاماً من الاحتلال البريطاني في جنوب البلاد، معلنة ميلاد فجرٍ جديد من الحرية والسيادة الوطنية، ومجسدةً إرادة شعبٍ رفض الخضوع وسعى لاستعادة كرامته واستقلاله.

انطلقت شرارة الثورة من جبال ردفان في محافظة لحج عام 1963م، حين تصدى الأحرار بقوة الإيمان والعزيمة لأعتى قوة استعمارية آنذاك، حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967م برحيل آخر جندي بريطاني عن أرض الوطن.

جاءت ثورة أكتوبر تتويجاً لمسيرة النضال الوطني الممتدة منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال اليمن، حيث توحدت الجبهتان الشمالية والجنوبية في معركة التحرر من الاستبداد والاستعمار، لتؤكد وحدة الهدف والمصير المشترك للشعب اليمني في سبيل بناء الدولة الحديثة.

ويرى المؤرخون أن ثورة أكتوبر لم تكن عملاً ارتجالياً، بل ثمرة لحراك وطني واسع شاركت فيه مختلف القوى السياسية والقبلية والقومية. وقد أسهم نجاح ثورة سبتمبر في تهيئة الأرضية لانطلاقتها، فيما كانت مدن الشمال – صنعاء وتعز وإب والحديدة – حاضنة للدعم اللوجستي والفكري لثوار الجنوب الذين توحدوا تحت راية “جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل” بقيادة رموز الكفاح الوطني، وعلى رأسهم قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف.

وخلال أربع سنوات من الكفاح المسلح، خاض الثوار معارك بطولية في ردفان وعدن والضالع ولحج، وقدّموا تضحيات جسيمة أنهت مشروع السلطنات والمشيخات الذي حاول الاستعمار فرضه لتفتيت الجنوب، لتولد بعدها الدولة الوطنية الحديثة، ويُستعاد للإنسان اليمني شعوره بالحرية والانتماء.

ولم تكن المرأة اليمنية بعيدة عن ميدان النضال، إذ شاركت بفاعلية في المظاهرات وإمداد المقاتلين بالمؤن ونقل الرسائل السرية، مما منحها مكانة متقدمة في مرحلة ما بعد الاستقلال ومكّنها من الانخراط في العمل السياسي والاجتماعي والعسكري.

وفي ظل التحديات الراهنة التي تمر بها البلاد، يؤكد اليمنيون أن إحياء الذكرى الـ62 لثورة أكتوبر يحمل رسالة تمسكٍ بقيمها ومبادئها، خاصة مع استمرار الانقسام الذي فرضه انقلاب مليشيا الحوثي في الشمال وما ترتب عليه من تهديدات لوحدة الوطن وهويته.

ويرى مراقبون أن صون مكتسبات الثورة والحفاظ على وحدة اليمن يتطلب استعادة الدولة ومؤسساتها، وتوحيد الصف الجمهوري في مواجهة مشاريع التمزيق، والالتزام بمبادئ الحرية والمواطنة والمساواة التي نادت بها الثورتان سبتمبر وأكتوبر، باعتبارها الأساس لبناء يمنٍ موحدٍ آمنٍ ومستقرٍ يصون تضحيات الأجداد ومستقبل الأجيال القادمة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية