كشف تقرير حديث لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) عن ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي الحاد في 12 مديرية يمنية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2025، خصوصاً في ست مديريات خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.
وأوضح البرنامج في تقريره الصادر الجمعة أن مستويات الحرمان الغذائي الشديد (سوء استهلاك الغذاء) ارتفعت بشكل مقلق في المديريات الأكثر تضرراً، بين شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول، نتيجة الفيضانات وغياب المساعدات الغذائية وتدهور الأوضاع المعيشية.
وذكر التقرير أن المديريات التي شهدت تفاقماً في انعدام الأمن الغذائي تشمل: عبس وكشر (حجة)، العشة وصوير (عمران)، الزهرة وحيس (الحديدة)، الظاهر (صعدة)، خب والشعف (الجوف)، المخا (تعز)، ومدينة مأرب (مأرب).
وبيّن "الغذاء العالمي" أن مديرية عبس بمحافظة حجة سجّلت ارتفاعاً بنسبة 18 نقطة مئوية في معدل سوء استهلاك الغذاء مقارنة بالربع السابق، وهو أعلى معدل زيادة مسجل، مرجعاً ذلك إلى الفيضانات التي أضرت بالنازحين المقيمين في المخيمات، إضافة إلى توقف المساعدات الغذائية.
في المقابل، شهدت بعض المديريات مثل صوير وكشر والزهرة والظاهر انخفاضاً طفيفاً في مستويات الحرمان الغذائي، تراوح بين 7 و10 نقاط مئوية، نتيجة موسم الحصاد وزيادة إنتاج القات وتحسن فرص العمل الزراعي، إلى جانب تلقي مساعدات غذائية طارئة، إلا أن التقرير حذر من أن مستويات الجوع فيها لا تزال "مثيرة للقلق".
وأشار البرنامج إلى أن المديريات الواقعة ضمن مناطق الحكومة المعترف بها دولياً (IRG) شهدت تحسناً نسبياً في الأمن الغذائي خلال الربع الثالث، بفضل انخفاض أسعار المواد الغذائية وتحسن القوة الشرائية للأسر، باستثناء مديرية خب والشعف في الجوف التي تضررت بشدة من الفيضانات وغياب الاستجابة الإنسانية.
وختم التقرير بالتنبيه إلى أن مديريتي عبس والزهرة تصدرتا قائمة "بؤر الجوع الساخنة" في اليمن، مسجلتين زيادة سنوية تتراوح بين 7 و8 نقاط مئوية في معدل الحرمان الغذائي الشديد، ما أدى إلى تفاقم حالات سوء التغذية الحاد في تلك المناطق.