آراء

الحوثيون يعتزمون هدم مبان وأسواق تاريخية في صنعاء القديمة

جميل العمراني

|
12:22 2023/03/19
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم تعد أهداف المشروع الحوثي خفية أو مواراة تحت الستر والأغطية كما كان الأمر عليه في السابق، بل صارت تلك الأهداف تتجلى وتعلن عن نفسها من يوم لآخر.. ومن ذلك استهداف تاريخ اليمن ومحاولة إيجازه في فكرة الطاعة العمياء والمطلقة من قبل كل اليمنيين للصوص وشطار هذه الجماعة الانقلابية الطامعة في المال والسلطة والقادمة من غبار التاريخ..

يكره الحوثيون كل شيء له علاقة بتاريخ اليمن قبل الإسلام وحتى بعده، ويصفونه وكل ما يشير إليه أو يذكر به، بأوصاف خرقاء وحاقدة، في محاولة للتقليل من شأن ذلك التاريخ الناصع بل وتهميشه، فيبدون كمعتوه يضع إبهامه قرب عينه مدعياً القدرة على حجب ضوء الشمس بتلك الإبهام المتسخة..!!

في الأمس القريب وفي سياق هذا المشروع التدميري السخيف، تسللوا إلى ثناياً جميلة الزمن المعتقة مدينة صنعاء وتحديداً صنعاء القديمة ليحفروا دواخل وخوارج منازلها العتيقة خفية أحياناً وجهاراً نهاراً أحياناً أخرى، وبوسائل تتراوح بين الترغيب والترهيب لأهلها، بدعوى البحث عن كنوز حميرية مدفونة تحت المدينة..!! ولأنهم يعتقدون أن المدينة مهددة بالانهيار، فقد شددوا تلك الحملات التي نتج عنها سقوط العشرات من المنازل..

وحين لم يجد ذلك العدوان السافر ولم يؤثر إلا تأثيراً غير مرض لهم، بدأوا يفتشون في جعب أفكارهم العدوانية المنتنة، وهاهم اليوم يسربون كعادتهم أخباراً استباقية كجس نبض، حول أنهم سيقومون بهدم مجموعة من المنازل والأسواق القديمة في قلب صنعاء وقلب تاريخها الناصع، بدعوى أنها بنيت عنوة واستهتاراً وانتقاصاً لمكان وقف فيه الإمام علي ابن أبي طالب..

يذكر انه لم تثبت أية مصادر تاريخية موثوقة زيارة علي ابن أبي طالب لصنعاء، ومع ذلك يحاول الحوثيون إيهام اليمنيين بذلك، حيث تشير التسريبات إلى أنه ستقام في ذلك المكان قبة ومزار شيعي عنصري.. فيما يتردد أن هذا الإجراء اتخذ أو سيتخذ بغرض إنشاء مجمع تجاري إيرادي كما فعلوا في كثير من المنشآت والمؤسسات والمدارس الحكومية في أوقات مختلفة سابقة..

وبالرغم من أن موظفين في المجلس المحلي للمدينة التاريخية وفي الوحدة الهندسية والتنفيذية لأمانة العاصمة ينفون وجود مثل تلك الإجراءات والقرارات، إلا أن أسلوب تسريب هذه المعلومة يشي صراحة بنية العصابة الحوثية في تنفيذها، إذ يتردد في الأوساط أيضاً أن هذه التسريبات كسابقاتها تأتي بمثابة جس النبض أو بالون الاختبار، وهو أسلوب تنتهجه العصابة كلما قررت أن تنفذ إجراء ما، وذلك لجعل النبأ متعوداً عليه ثم التدرج حتى تنفيذه..

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية