محلي

الظاهر والخفي في تحركات الحوثيين الأمنية...!!

وسام عبدالقوي

|
12:12 2025/08/20
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

قد يستغرب البعض رفع مستوى الإجراءات الأمنية والاستخباراتية، التي تمارسها جماعة الحوثيين الانقلابية في مناطق نفوذها، قريباً من ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام وذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، على الرغم من إحكام سيطرة الانقلاب على تلك المناطق، وانخفاض احتمالات حدوث أية تحركات ثورية مضادة لها على مستوى الداخل.. وقد يبررها بعض آخر أو يعيدها إلى ما يستجد من تحركات أو تصرفات أو حتى فعاليات ظاهرة أو تصريحات إعلامية معتادة في أية حرب أو مواجهة بين طرفين متنازعين..!! كما هو الحال اليوم لدى الجماعة الإرهابية المنقلبة بعد المقابلة التي أجرتها قناة العربية مع مدين نجل الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، وظهوره مع شقيقه السفير أحمد علي في عرس شقيقهما الأسبوع الفائت بالقاهرة..!!

ومبعث الاستغراب والتعجب أن مثل هذين الحدثين ليس بمستوى التهديد الخطير الذي يستدعي كل هذه التحركات الأمنية المتشددة، وغير المعهودة في مناطق نفوذ الانقلاب، والتي وصلت مستوى غير معهود وغير متوقع.. إذا ما تعاملنا مع الأمر في جانبه الظاهر، الذي اعتبر أن الحدثين إنما كانا مؤشرين لنية جادة باتجاه تحرك فعلي من قبل أطراف الشرعية، هدفه قطع هدنة الاستجمام التي يعيشها الانقلاب منذ ثلاث سنوات.. تحرك يُدعى أو يعتقد أنه مسنود من قبل المجتمع الدولي، الذي لا يُعتقد وإنما يجزم، بأنه من يقف وراء دعم واستمرار  الانقلاب، وأيضاً منحه تلك الهدنة المشبوهة، والتي لم يستفد أحد منها سواه..!!

احتمال ثالث بين هؤلاء وأولئك يشير إلى أن الأحداث، المبررة لتحركات الحوثيين الأمنية، ومن بين تلك الأحداث ظهور نجلي الزعيم صالح، ليست في مجريات الواقع إلا بمثابة ألعاب نارية تطلق من فناء فعاليات اجتماعية خاصة، يتم النظر والإيماء إليها من بعيد، بغرض استغلالها في ملفات وصفقات سياسية واستراتيجية، تدار من أفنية أخرى في ذات المسافة والاتجاه، أفنية مظلمة تدار من قبل أطراف دولية مستغلة، هي في الأصل من تحرر وتقلب صفحات الملف اليمني عموماً، وهي من تقف وراء مجمل تحركاته وتفاصيله، واستمرار إشكالاته غير المبررة وغير المنطقية منذ أكثر من عشر سنوات..!!

من غير الواقعي والمنطقي إطلاقاً ما تقوم به جماعة الحوثي الانقلابية من تحركات أمنية متشددة، وصلت حد أن تضع جزءا كبيرا من المواطنين القاطنين في مناطق نفوذها تحت وصاية التحري الدائم والرقابة اللحظية، وأن تكلف أشخاصاً وفرقاً لرصد كل الشخصيات العسكرية والإعلامية والقبلية والاجتماعية والسياسية في كل حي وبيت بمختلف المحافظات.. وحتى من يؤيدونها أو يعملون تحت إدارتها أو كانوا يعملون في أجهزة الدولة قبل اختطافها، وإن أصبحوا بعيدين ومبعدين عن أعمالهم..!! وكل ذلك فقط نتيجة أحداث عادية ظهرت على مسرح الأزمة، كمقابلة إعلامية أو مناسبة اجتماعية أو احتفائية نظمها أبناء الزعيم الشهيد صالح رحمه الله..!!

إنما لا يستبعد إطلاقا أن ينم مستوى هذه الإجراءات عن تعاون استخباراتي بين المليشيا الانقلابية وأجهزة وتنظيمات أخرى.. وأنها ناتجة عن معلومات استخباراتية ذات حجم أكبر وبُعد أعمق، وأغراض قد تكون أكثر غموضاً، ولكن لا يتمكن الغموض من ملامسة من ينفذها أو يدلي بها.. إذا لا يمكن أن يتعدى الأمر جهازي الاستخبارات الأمريكي والبريطاني، واللذين يديران بشكل أساسي ملف الأزمة اليمنية، ضمن ملفات وأزمات أخرى تتوليان إدارتها وتوجيهها، بما يخدم تواجدهما ومصالحهما في المنطقة العربية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية