أظهرت أحدث بيانات لرصد حالة الأمن الغذائي الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي "التابع للأمم المتحدة" مستويات غير مسبوقة من الحرمان الغذائي في جميع أنحاء اليمن، حيث أصبح ثلثا السكان غير قادرين على تأمين الغذاء الكافي. وتعد هذه هي أعلى مستويات للاستهلاك غير الكافي للأغذية يتم رصده من قبل البرنامج في اليمن للشهر الثالث على التوالي.
وقال تقرير عن وضع الأمن الغذائي في اليمن إن انخفاض التمويل أدى إلى تقييد قدرة برنامج الأغذية العالمي على مواصلة تقديم المساعدات الغذائية بمستويات كافية، كما يستعد لإجراء مزيد من التقليص في المساعدات خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار انتشار الجوع.
وأشار التقرير إلى أن البرنامج الأممي استكمل في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية "المعترف بها دوليًا" الدورة الثالثة من المساعدات الغذائية لعام 2025 في أواخر شهر يوليو، حيث تم تقديم المساعدات لـ 3.4 مليون شخص.
وفي المناطق الواقعة تحت إدارة سلطات الحوثيين، يعمل برنامج الأغذية العالمي حاليًا على استكمال عمليات التوزيع للدورة الثانية من برنامج المساعدات الغذائية الطارئة المستهدفة، إذ سيستفيد من هذه العمليات 803 آلاف شخص في 25 مديرية.
وتعد هذه أولى عمليات التوزيع التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في مناطق سيطرة الحوثيين منذ أبريل الماضي، حين تم تعليق برنامج المساعدات الغذائية.
ولفت التقرير إلى الآثار المترتبة على نقص التمويل، حيث يهدد الانخفاض الكبير في التمويل قدرة البرنامج الأممي على مواصلة تقديم المساعدات الغذائية بمستويات كافية في اليمن في ظل التدهور المتسارع لحالة الأمن الغذائي.
ومن بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى تدهور وضع الأمن الغذائي في اليمن، الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة والانخفاض الكبير في المساعدات الإنسانية بسبب النقص في التمويل، ومحدودية فرص كسب العيش، والصراع والمخاطر المتعلقة بالمناخ.
وفي الوقت الذي يواصل فيه برنامج الأغذية العالمي جهود المناصرة لتأمين الموارد اللازمة، فإن البرنامج يستعد حاليًا لإجراء مزيد من التقليص في المساعدات الغذائية خلال الأشهر القادمة.
كما أثّر نقص التمويل على 654 ألف من الأطفال والنساء والفتيات والحوامل والمرضعات، أي ما يعادل 80% من خطة العام الحالي.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه اتفق مع منظمة اليونيسف على أن تتولى الأخيرة وبصورة مؤقتة مسؤولية تقديم الخدمات العلاجية لحالات سوء التغذية الحاد المتوسط عالية الخطورة في ظل غياب المساعدات التغذوية للبرنامج. وقام البرنامج بإجراء تقليص كبير في برنامج التغذية المدرسية، حيث قام فقط باستهداف 49 مديرية ذات أولوية على مستوى البلاد.